أجملُ هديّةٍ، مقال بقلم✍️مزين حجازي

أجملُ هديّةٍ، مقال بقلم✍️مزين حجازي


كمْ هيَ غريبةٌ هذهِ الحياة ، حينَ يتأخّرُ بنا القطارُ لنفهمَ معنى الحياةِ بأكملِها تسعةُ أشهُرٍ احتضنَتْ روحي وأسكنَتني جوفَها وغذّتْني منْ روحِها نبعًا منَ الحنانِ ، حملَتني وتحمَّلَتني وجاءَتْ بي بيَدَيها تحملُ همّي . إنَّها الأمُّ يا سادة إنَّها أوّلُ وطنٍ رحَّبَ بي تحمَّلتْ آلامًا يعجزُ أيُّ كائنٍ عنْ حمِلها سهرَتْ عليَّ قبلَ أنْ آتيَ وتراني ، أمّي الجنّةُ ، وكيفَ أنسى أوّلَ قلبٍ سمعتُ دقّاتَهُ أوّلُ روحٍ سكنْتُ داخلَها، أوّلُ نظرةٍ، أوّلُ حضنٍ؛ أميٍ .كانَتْ الأولى في كلِّ شيءٍ، أمي كانَتْ أوّلَ محطَّةٍ أتعلّمُ منها معنى الحبِّ والتّضحيةِ وكيفَ لي أنْ أصفَ ذلكَ القلبَ بكلماتٍ وأُكافي كلَّ ذلكَ التّعبِ وأوفيك يا أمي حقَّكِ ، اعذُريني إنْ قصّرْتُ في وصفِكِ.وقفْتُ أمامَ نفسي بخجلٍ منْ الذّاتِ لمْ أعلمْ أنّ كلَ ذلكَ الحبّ سأشعرُ بهِ حينَ أغدو أمًّا لأعودَ وأمُرَّ بكلِّ ما مرَرْتِ بهِ ، عذرًا منكِ يا سيِّدةَ النّساءِ على تقصيري واللّٰه إنّي أحتارُ حينَ أفكِّرُ،أتعبُ حتى أنهارَ فأعتكفُ معَ نفسي حينَ أتذكّرُ كيفَ أمضيتُ عمراً بأكملِهِ لمْ أتحسّسْ ذلكَ الشّعورَ بلهفةٍ لا أحدَ يأخذُ مكانَ الأمِّ،ولا أحدَ منْ شأنِهِ أنْ يخافَ على أبنائِهِ أكثرَ منها . الأمُّ هيَ أجملُ نعمةٍ أنعمَ اللهُ بها علينا. أسألُ اللهَ أنْ يُطيلَ عمرَكِ وعمرَ الأمّهاتِ والرّحمةُ على كلِّ منْ فقدَ تلكَ اليدَ الحنونةَ . فكلُّ الأوطانِ غُربةٌ حينَ يَغيبُ حضنُ أمي .