عيوننٌ تُطالعُ الهواتفَ و الشّاشاتِ و تتابعُ كلّ جديدٍ لما سيسجّلهُ سعرُ صرفِ الدّولارِ اليومَ. فلقدْ باتَ لبنانَ في أخطرِ الأزماتِ الاقتصاديّةِ و الاجتماعيّةِ والسياسيّةِ في تاريخِها، حيثُ قفزَ متوسّطُ سعرِ صرفِ الدّولارِ مقابلَ اللّيرةِ اللّبنانيّةِ، فاليومُ الخميسُ السّابع والعشرون من شهرِ أيّارَ ألفانِ وواحدٍ وعشرونَ، بنحو ثلاثمئةِ ليرةٍ خلالَ تعاملاتِ “السوقِ السّوداءِ”وارتفاعِ سعرِ الدّولارِ مقابلَ اللّيرةِ اللّبنانيّةِ لدى السّوقِ غيرِ الرّسميَّةِ “السوداءَ”، اليومُ الخميسُ، إلى نحوِ إثنا عشرَ ألفاً وتسعمئةٍ وخمسونَ ليرةً للشّراءِ، وثلاثةَ عشرَ ألفَ ليرةٍ للبيعِ، مقابلَ نحوِ إثنا عشرَ ألفاً وستّمئةٍ وخمسونَ ليرةَ للشّراءِ، وإثنا عشرَ ألفاً وسبعمئةِ ليرةٍ للبيعِ.
أمامَ هذا الارتفاعِ يزدادُ تفاقمُ الأزماتِ المعيشيّةِ و تزايدٍ في أسعارِ السّلعِ و الموادِ الغذائيّةِ و مع هذا الارتفاعِ تتفاقمُ مخاوفُ انهيارِ مؤسّسةِ الدّولةِ و ينتشرُ يأسُ شعبٍ لطالما حلمَ بعيشةٍ كريمةٍ و سطَ انعدامِ وسائلَ الإنقاذِ للبلادِ.
في هذا البلدِ الّذي يتأرجحُ بينَ آمالٍ مرتبطةٍ بمعجزةٍ حكوميّةٍ تنعشُ البلادَ و بينَ انعدامِ الثّقةِ بينَ الشّعبِ و السلطاتِ تبقى الوعودُ و الآمالُ كلاماً سياسيّاً لا يجدي نفعاً.