أسعارُ المحروقاتِ تُشعلُ جيبَ المواطنِ على أبواب الشّتاء…”جنونٌ”، هكذا يمكن وصفُ أسعارِ المحروقاتِ على أبواب الشّتاء، على الرّغم من تحوّلِ البلدِ إلى طوابيرَ طويلةٍ من السّيارات وسط شبهِ انقطاعٍ لمادتيّ المازوت والبنزين، يعيش المواطنُ حاليّاً ارتفاعاً غير مسبوقٍ في أسعارِ المحروقات وسط أعمالِ عنفٍ وقطعِ طرق وفي ظروف مناخيّة صعبة. كيف سيتدبّر المواطنُ أوضاعه المعيشيّة؟ وكيف سيتمكن من تعبئة مادّة المازوت للتّدفئة؟
أيّامٌ قليلةٌ تفصِلُ اللّبنانيين عن موسم معاناتهم الشّتوية، ارتفاعُ أسعارِ المحروقات وانقطاع الكهرباء هي أكبر المشاكل التّي سيواجهُها المواطن اللّبناني، والّتي ستنقلُه من مواجهةِ الصّيف الحارّ بلا تكييف وتبريد إلى معاناة الشّتاء والبرد القارس دون تدفئة. فاللّبناني لن يتمكّن من تأمين المحروقاتِ ومستلزمات التّدفئة كما اعتاد في السّنوات السّابقة.
كان رفع الدّعم كليًّا عن المحروقات وما تبعَه من ارتفاع كلفةِ النّقل وارتفاع فواتير المولّدات بمثابة الضّربة القاضية للمواطنين، حيث بات دخل المواطن لا يكفي لتأمين احتياجاته. ولكن ماذا عن تكلفةِ نقلِ الطّلاب التّي أصبحت أكثر ارتفاعاً من أقساط المدرسة؟
في هذا العام لا يشبه الشّتاء غيره من الشّتاءات في الأعوام السّابقة، خوفاً من شتاء قارس بلا وقود، فلبنان يعود إلى “جمع الحطب”، فقد لجأ بعض المواطنين إلى جمع الحطب عوضاً عن المازوت، وأصبحت غاباتُ لبنانَ حطبَ الشّتاء المقبل للتّدفئة، فلا حلول أمامَ المواطنين في هذه الأوضاع إلاّ خيارين.:إمّا الموت برداً أو جوعاً. فأيُّ شتاءٍ ينتظر لبنان؟ وكيف سيواجه اللّبنانيون كوارثَ الشتاء؟