إبادة “الهنود الحمر”- مقال بقلم علي عبدالساتر

إبادة “الهنود الحمر”- مقال بقلم علي عبدالساتر

عُرفوا بالأمريكيّين القدماء، إذ أنهم سكنوا الأمريكيّتين قبل سكّانها الحاليّين بِعشرات آلاف السّنين، عانوا من القسوة والظّلم والاضطهاد، حتّى أُبيدوا جميعاً. إنّهم باختصار”الهنود الحمر”.

في مقالنا اليوم سنتطرّأُ لسبب هذه التّسمية، والظّروف الّتي نجم عنها إبادة شعب بأكمله.

إنّه الرّحالةُ المعروف “كريستوفر كولومبوس” الّذي أوكلت إليه مهمّة التّرحال لاكتشاف عوالم جديدة، ومنها كانت الأمريكيّتين عالم ١٤٩٢،فوجد قبائل كثيرة تسكن هذه الأراضي، وظنّ في بادئ الأمر أنّه قد وصل بلاد الهند، لذلكَ لقبّهم بالهنود، ثمّ أضاف عليهم صفة”الحمر”
نظراً للون بشرتهم المائل إلى الحُمرة وذلك لتمييزهم عن الهنود الآسيويّين، فسمّيت هذه القبائل ب “الهنود الحمر”.

تذكر المصادر التّاريخيّة أنّ عدد سكّان تلك القبائل كان يتراوح بين ٤٠و٩٠مليون نسمة، توزّعوا على الأمريكيّتين.

وقد جاء في بعض الكتب التاريخيّة أنّه عندما دخل الإسبان إلى “العالم الجديد” تحت قيادة كولومبوس، سلبوا أرض تلك القبائل ونهبوا ثرواتها واستولوا على ذهبها ومقتنياتها، وعندما حاول الهنود الحمر مقاومتهم، أخضعهم جنود كولومبوس بقوّة السلاح وقتلوا وشرّدَوا واغتصبوا الآلاف منهم، كما قتلوا آلاف الأطفال، ونبشوا قبورهم، وقد ذكر ذلك في كتاب Columbus:the four voyages للكاتب السّوديّ لورنس بيرجرين.

فظاعة كولومبوس لم تقف عند هذا الحدّ بل استعبد الهنود وشغلّهم سخرة دون مقابل، وأسر نساءهم واغتصبهنّ، وكلّ من تمرّد كان مصيره العذاب الشّديد أمام الجميع، حتّى قتل الآلاف منهم، وهذا أدّى لانتحار أعداد كبيرة منهم كسبيل للخلاص من ذاك الظّلم الرّهيب.

قام العديد من المؤرّخين بتوثيق إجرام كولومبوس في إبادة الهنود الحمر والتّفنّن في تعذيبهم حتّى وصل عددهم إلى (٥٠٠)فقط.

لا زال التاريخ يذكر هذه الإبادة الجماعيّة وتتناقلها الأجيال، وتمّ تدوين اسم كولومبوس في لائحة السّفاخين في هذا العالم.