بقلم :ريم محمد عيد رمضان
تدقيق: هادي محمود نصّار
يُعدُّ التّحفيزُ النّفسيُّ أحدَ الرّكائزِ الأساسيّةِ في العَمليّةِ التّعليميَّة، فبدونهِ يصبحُ التّعلّمُ عبئاً ثقيلاً يفتقرُ إلى المتعةِ والفعاليّة. ولكن، ما مدى تأثيرِ التّحفيزِ النّفسيِّ في تعزيزِ رغبةِ الطّلابِ في التّعلّم، وكيفَ يمكنُ للمؤسّساتِ التّعليميّةِ والمُعلِّمينَ استثمارهُ بفعاليّةٍ لغرسِ حبِّ المعرفةِ في نفوسِهم؟
إنَّ التّحفيزَ النّفسيَّ لا يقتصرُ على مجرّدِ الثّناءِ أو المكافآتِ المادّية، بل يتجاوزُ ذلكِ ليشملَ بناءَ بيئةٍ تعليميّةٍ داعمةٍ ومحفّزةٍ تُشجعُ على الاستكشافِ والابتكار. عندما يشعرُ الطّالبُ بالتّقديرِ لأفكارهِ وجهودِه، وتُتاحُ لهُ الفرصةُ للتّعبيرِ عن ذاتِه، فإنّ دافعيّتهُ نحوَ التّعلُّمِ ترتفعُ بشكلٍ ملحوظ. كمَا أنَّ تحديدَ أهدافٍ واضحةٍ وواقعيّة، وتقديمِ تحدياتٍ مناسبةٍ لمستَوى الطّالِب، يُساهِمُ في تعزيزِ شعورهِ بالكفاءةِ والإنجاز، ممّا يدفعهُ إلى بذلِ المزيدِ من الجُهدِ لتحقيقِ هذهِ الأهداف.
يظهرُ أثرُ التّحفيزِ النّفسيِّ جلياً في قدرةِ الطّالبِ على التّغلُّبِ على الصّعوباتِ والتّحدياتِ الّتي تواجِههُ في مسيرتهِ التّعليميّة. فالطّالبُ الّذي يتمتَّعُ بدافعيّةٍ داخليّةٍ قويّةٍ يكونُ أكثرَ إصراراً ومثابرةً في مواجهةِ الفشَل، وينظرُ إليهِ كفرصةٍ للتّعلُّمِ والتّطورِ بدلاً مِن الاستسلام. هذا الدّورُ المحوريُّ للتحفيزِ النّفسيّ يفرضُ على المُعلّمينَ والمربّينَ مسؤوليةً كبيرةً في فهمِ الاحتياجاتِ النّفسيّةِ للطُّلابِ وتوفيرِ الدّعمِ اللّازمِ لهُم، سواءً من خلالِ استخدامِ أساليبِ تدريسٍ تفاعليّة، أو بتقديمِ تغذيةٍ راجعةٍ بنّاءةٍ تُعزِّزُ من ثقتِهمْ بأنفُسهم.
في الخِتام، إنّ بناءَ جيلٍ متعلِّمٍ ومتحفّزٍ يتطلَّبُ إيلاءَ اهتمامٍ كبيرٍ للجانبِ النَّفسيِّ في العمليّةِ التّعليميّة. فعندَما نُشبِعُ حاجةَ الطّالبِ للتّقديرِ والانتماءِ والإنجاز، نكونُ قدْ وضعنا الأساسَ لدافعيّةٍ مستدامةٍ نحوَ التّعلُّم. فهلْ يُمكنُنا أنْ نتخيَّلَ مُستقبلاً تعليمياً تكونُ فيهِ المدارسُ بؤراً للإلهامِ والتّحفيز، حيثُ تُصبحُ الرّغبةُ في التّعلُّمِ غريزةً فطريّةً لا تتأثّرُ بالصّنيعِ بلْ تنمو وتزدهِرُ مع كلِّ إنجاز؟