احلامٌ تحوّلت إلى تذكرة سفر- مقال بقلم زينات دهيني

احلامٌ تحوّلت إلى تذكرة سفر- مقال بقلم زينات دهيني

منذُ التّسعينات ونلاحظ أنّ الهجرة وصلت لمستوىً عالٍ تخطّى المؤشّرات السّابقة، وكانت أسبابها البطالة الّتي عانينا منها في بلادنا ولا زلنا حتّى اليوم، والأوضاع الاقتصادية كانت السّبب الأساسيّ والدّافع للهجرة هذا ما أدّى إلى تدني المستوى الاقتصاديّ وبروز مشاكل اجتماعية كثيرة بين العائلات الكبيرة فأصبح الأب يشقى ويتعب كي يلبي حاجات أولاده.

وصلنا للعام ٢٠٢١ ولازلنا نرى أنّ شبابنا تطالب بالهجرة وقد ظهرت هذه الحالة في عام ٢٠١٦ عندما بدأت تتفاقم ازمة البطالة وتفاقمت المشاكل الاقتصاديةّ في لبنان وصار شبابنا يرون بأنّ مستقبلهم في هذا البلد هو بمثابة مقبرة لأحلامهم وطموحاتهم ، وخابت تلك الآمال المرسومة وبلغت القلوب كسران الخاطر من جهة أحلامها ، وأصبحت الأماني هي قصّة تنمّر عنوانها “كن واقعياََ ولا تزد من أحلامك الفاشلة”.
فاليوم أطرح سؤالي وأقول : لماذا لا أستطيع العيش في بلدٍ يجب ان أحقق به جميع أحلامي ؟ لمَ أحلامي تحوّلت إلى تذكرة سفر كي أصل إلى ما أريد ؟ على من أضع اللّوم، أعلى موطني المنهك بمصائبه أم على سلطتي الّتي حرمتني من تحقيق أقل أمنياتي؟
طائرة جعلتني أتغرّب إلى بلد لم أترعرع فيه منذُ الصّغر، ولِمَ تكن تلك الغربة موطناً اتخذه مسكنا أزليا بعيداََ عن أقاربي وعائلتي، ولِم تكن أحلامي سوى رسمة ملونة بألوان علمي اللّبناني حتّى أتى اليوم الّذي أصبحت أحلامي ملوّنة بعلم الغربة الّذي أبعدني عن تراب بلادي..  فصدق الشّاعر جبران خليل جبران حين قال:
“الغربة وحدة قاسية.. ووحشة موجعة .. غير أنّها تجعلني أفكّر أبداً بوطن سحريّ لا أعرفه وتملأ أحلامي بأشباح أرض قصيّة ما رأتها عيني غريبة في هذا العالم”.