زينب محسن
الإهمالُ ، كلمةٌ إن سَمِعَها الكثيرونَ مرّت فِي عُقولِهم أشخاصاً أو مواقِفَ و كان الإهمالُ هو المُسيطِر، مرّت في عقولِهِم بتصرُّفاتِ أولئكَ الأشخاصِ الذينَ أهمَلوا مَن أحبّوا فَما كانَ مِنَ المُحِبِّ إلاّ الابتِعادُ و الرَحيل. كلمةٌ لها صدَاها المُختلِف و آهاتُها، لأنّ وقفَ الإهتمامِ بشخصٍ أو بهدفٍ بعدَ الكثيرِ مِن الإهتمامِ نتيجةَ فِقدانِ الشَّغَفِ نحوهُ فهذا مِن أشدِّ أسبابِ المَرضِ النّفسيّ و الصِّحيِّ و خاصّة إن كانَ هذا الشّخصُ يعني لَك الكَثير.
الإهمالُ حُجّتهُ الظُّروف و تِلكَ الأعذارُ التّافهَةُ الّتي تزيدُ بشاعةَ الموقِف، فالأبشعُ مِن الإهمالِ هِي حُججُهُ، فعِندما تُحِبُّ شَخصاً من قَلبِكَ ستُقدِّمُ لهُ كُلّ شيءٍ إن كانَ ( حبيباً، صديقاً، أو مقرب..) لكنّ تقصيرهُ معكَ أو إهمالُه يجعلُكَ تبتَعِدُ عنهُ ولَو كُنتَ مُتعَلقاً بِه و أحياناً قَد تَشتاقُ لهُ و لكنّ إهمالَهُ لمُحادثَتِكَ و بُرودةُ حديثهِ و كثرةُ الأعذارِ و انتظارَكَ الدائمَ لهُ تجعلُكَ في النِّهايةِ تتوقّفُ عن الالتفاتِ له.
الحياةُ بطبيعَتِها تُعلّمُنا الكثيرَ مِن الدروسِ الّتي تُساعِدنا على إكمالِ حياتِنا و قَد نمرُّ بمثلِ هذهِ الأشياءِ التي لا نستطيعُ تجاوزَها بسببِ إحساسِنا بالضياعِ لقساوةِ الإهمالِ و تأثيرهِ السّلبي. و ذلِك لأنّ الحياةَ تتطلّب الكثيرَ و المزيدَ من الإهتمامِ و الرّعايةِ مِن حولنِا ( من الأمّ، الأب ، الصّديق، الحبيب…) حتّى نشعُر دائماً بالدّعمِ الكافِي و أننا لسنا بمُفردِنا و هذا بدورِه يزيدُ الثّقةَ في النّفسِ و يُذكّرنُا دائِماً بقيمةِ أنفُسنا.
في الخِتام، لم يكُن الإهمالُ يوماً سِوى رِسالةً واضحةً و مُختصرةً يُقصَد بِها الرّغبةُ فِي الأبتِعادِ و التّجاهُل، و لأن الإهتمامَ أهمُّ مِن الحُبّ و لأنّهُ لا يُوجدُ شخصٌ يُعاتِبُ عِن سدّ إنّما العِتابُ دليلُ المحبَّةِ.