الاضطرابُ السّلوكيُّ .. مظهرٌ اجتماعيٌّ ام نفسيّ؟
هل أتكلّمُ معهُ فيقاطعني؟ هل يغضبُ فيشتمُ ويصرخُ؟ هل أُعطيهِ عملاً فيهملهُ؟ لماذا هو متقلّبُ المزاجِ؟ أسئلةٌ قد تقلقُ الامَّ وتضعها امامَ حقيقةٍ مرّةٍ (إبنكِ مضطّربُ السّلوكِ)
بالرّغمِ من الإستخدامِ المتنوّعِ في المصطلحاتِ التي تشيرُ الى الإضطرابِ (كالشّذوذ، والإنحراف والفشل الدراسيّ ) إلا أنّنا أمام جوهرٍ واحدٍ .. طفلٌ مضطربٌ سلوكيًّا
الإضطراباتُ السّلوكيّةُ كالعدوانيّةِ والجنوح، شائعةٌ في
المدارسِ بنسبةِ 3 الى 7 % في المراحلِ الابتدائيّةِ وتختلفُ هذه النّسبةُ من شخصٍ لآخر من حيثُ الصّعوبةِ الداخليّةِ أو الخارجيّة فهي ليست حالةً عامّة شاملة turnbulletal
وتصنّفُ حالاتُ الاضطرابِ بسلوكٍ خارجيٍّ كالرّفض أو الضربِ أو العدوانيّة الإجتماعيّة ورفضُ ما يطلبُ منهم إضافةً إلى الصراخِ المُزعجِ أحياناً، وهنا لا بدّ من الوعي أنّ هذا السّلوكَ هو ردّةُ فعلٍ داخليّةٍ تتبلورُ بتصرفاتٍ سلوكيّةٍ خارجيّةٍ قد يراها الأهل خارجةً عن المألوفِ ويأتي دورهُم في الوعي لكيفيّةِ التعاملِ معهُ فلا نواجهُ الغضبَ بالغضبِ لأنّنا سنؤثُّر في تدهورِ الحالةِ دونَ أن ننسى أنّ بعضَ حالاتِ العنفِ المنزليِّ والحرمانِ العاطفيِّ قد تكونُ هي السّبب، فيعمدُ الولدُ إلى التّعبيرِ بنفسِ الطريقةِ، فالسّلوكُ المضطّربُ خارجيًا قد يظهرُ أيضاً من خلالِ النّشاطِ المفرطِ وقلّةِ انتباهٍ، مترافقةً مع صعوباتٍ تعليميةٍ.
الجانبُ الأخطرُ للإضطرابِ السّلوكيِّ هو ذلكَ المُختبِئُ داخليًا، فنَرى الولدَ قلِقاً، منعزِلاً، كئيباً، قليلَ الثِّقةِ بنفسهِ وهذا ما يُشكِّل اضطراباً في النّموّ النَّفسيّ.
أحِبّوا أطفالكُم، وأقنِعوهُم بهذا الحبّ، فلنتصوّر معاً في الولدِ الّذي يعيشُ في محيطٍ مليءٍ بالضُّغوطِ، ومع أهلٍ يعانونَ من الكآبةِ في بيئةٍ تفتقِدُ للحوافزِ.
كيفَ ستكونُ نشأتُه النّفسيّة؟؟