التَّحْفِيزُ الذَّاتِي، مقال بقلم✍️ عباس روماني

التَّحْفِيزُ الذَّاتِي، مقال بقلم✍️ عباس روماني


إِنَّ كُلَّ إِنْسانٍ عَلَى قَيْدِ الحَياةِ بِحَاجَةٍ لِوَسِيلَةٍ تُعْطِيهِ الطَّاقَةَ لِلإِسْتِمْرَارِ وَتَحْسِينِ حَيَاتِهِ مِنَ النَّاحِيَةِ الذَّاتِيَةِ وَالمَعْنَوِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ وَتَجَاوِزِ الأَلَمِ وَالعَقَباتِ الّتِي يَعِيشُها كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا بِدَاخِلِه، وَالّذِي يُعَدُّ مِن أَشَدِّ أَنْوَاعِ المُعَانَاة.
فَأَبْرَزَ هَذِهِ الوَسَائِلَ وَأَهَمَّها، “التّحفيزِ الذَّاتِي”، وَيُعْرَفُ بِأَنَّهُ القُدْرَةُ عَلَى تَحْفِيزِ النَّفْسِ دُونَ انْتِظَارِ أَيّ مِنَ العَوَامِلِ الخَارِجِيَّةِ لِأَدَاءِ الغَرَضِ المَطْلُوبِ.
يَرَى “دَانِييل جُولِمَان”، وَهُوَ الكَاتِب فِي عُلُوْمِ الدِّمَاغِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ، أنّ العُنْصُرَ الأَوَلَ مِن عَنَاصِرِ التَّحْفِيزِ الذَّاتِي، تَتَجَسَّدُ فِي الرَّغْبَةِ الدَاخِلِيَّةِ لِتَحْقِيقِ الهَدَفِ وَالتَّطَوِّرِ وَكَذَلِكَ لِلْوصُولِ إِلَى مُسْتَوَيَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، وَوِفْقًا لِجُولْمَان، العُنْصُرُ المُهِمُ مِنْ عَنَاصِرِ التَّحْفِيْزِ، فَيَتَلَخّصُ فِي التَّفَاؤُلِ دَائِمًا وَأَبَدًا، وَمَهْمَا بَدَتِ الأُمُوْرَ مُعَقَّدَةً، سِوَاءَ فِي بِدَايَةِ الأَمْرِ أَوْ فِي نِهَايَتِهِ.
إنَّ دِمَاغَ الإِنْسَانِ مُنْقَسِمٌ إِلَى قِسْمَيْنِ سَلْبِي وَإِيجَابي، خَيْرٍ وَشَرٍّ، لَا يَعْمَلُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى، وَلَا يُوْجَدُ أَرْضِيَّةٌ مُحَايِدَةٌ فِي دِمَاغَنَا، إِمَّا إِيِجَابِي وهو خَيْر، أَوْ سَلْبِي وهو شَرّ، وَأَنْتَ الّذِي تَتَحَكَّمُ بِهَا وَتُحَدِّدُ الّذِي سَتُصْبِحُ عَلَيهِ. كُلُّ شَيءٍ يَعْتَمِدُ عَلَى الطَّرِيقَةِ الّتِي تَنْظُرُ بِهَا إِلَى الأُمُورِ، فَتَتَأَثَّرُ حَيَاتُنا بِالغَالِبِ بِالطَّرِيقَةِ الّتِي نَرَى بِهَا الأَشْيَاءَ، وَلَيْسَتْ كَمَا هِيَ عَلَيْهِ فِي الوَاقِعِ!
وَكَمَا يَقُولُ رَجُلُ الأَعْمَالِ الشَّهيرِ”جُون ايرِل شواف”: العَقْلُ مِثْلَ المَصْنَعِ وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَمَّا تُفَكِّرُ فِيه طَوَالَ اليَوْمِ يَتِمُّ صَبُّ المُكَوِّنَاتِ فِي هَذَا المَصْنَعِ العَقْلِي وَهَذَا مَا يَبْنِي النَّسِيَ جِ الإِقْتِصَادِيّ وَالإِجْتِمَاعِيّ وَالمَالِيّ لِحَيَاتِكَ.
كَمَا تَعْتَقِدْ … هَكَذَا سَتُصْبِحُ.