التّلاعب بالمشاعر …غرورِ الذّات …مقال بقلم أميرة مغامس

التّلاعب بالمشاعر …غرورِ الذّات …مقال بقلم أميرة مغامس

التّلاعُب بالمشاعر.. غرورِ الذّات..

إنَّ الأحاسيسَ والمشاعرَ الإنسانيّةَ منَ الأشياءِ السّاميةِ الّتي لا تحتملُ الغِشَّ والخِداع، لكن هناك الكثيرينَ مِمّن يُجيدون التّلاعُبَ بتلكَ الأحاسيسِ دونَ مراعاةِ أبسطِ شعورٍ لدى الطّرَفِ الآخرِ الّذي وثِقَ وأمَّنَ به، فكم من فتاةٍ كانت ضحيّةً لوعودٍ كاذبةٍ من حبيبها؟ وكم من شابٍ صُدِمَ في حبيبته. وخاصّة مع كثافة وسائلِ الاتّصال الّتي أتاحت سُبلَ التّواصلِ والتّعارفِ السّريع وبناء علاقات بلا معنى.

فالحبُّ هو من المعاني السّامية والعظيمة في حياتنا وهو تعبيرٌ حقيقيٌّ عمّا بداخلنا من انفعالاتٍ سارّة ومشاعرَ إيجابية تحمل في طيّاتها كلّ معاني التّقدير والاحترام والتّضحية والوفاء والصدق.

أما التّلاعبُ بالمشاعرِ فهو واحدٌ من الاضطرابات السلوكيّة الّتي تجعل الفرد لا يراعي ولا يقدّرُ أحاسيسَ ومشاعر الطرف الآخر ويتلذّذُ بعذابِ الآخرين ممّا تجعل من الفردِ غير مهتمٍّ بما يسبّبه من أذى وألم في قلوب الآخرين وغالبًا ما نجدُ الفرد في هذه الحالةِ يسعى لإثبات ذاتهِ بأنّه الأقدر على جذب الطّرف الآخر بإقامة العلاقات المتعددة.

ونذكر من الأسباب الّتي تؤدّي لهذه الظّاهرة هي: أولاً أسبابٌ شخصّية كضعف مكونات الشخصية، ثانيًا خبرات حياتيّة صادمة وعلاقات عاطفية مؤلمة، ثالثًا الحرمان العاطفي، رابعًا أسباب اجتماعية متعلقة بمسألة التباهي في تعدد العلاقات العاطفية، خامسًا غياب الوازع الديني وعدم ملء وقت الفراغ بما يفيد. ونجد أن هذه العلاقات أصبحت تنتشر بين الطرفين الذكور والإناث وحتى بين المتزوجين.