بقلم : زهراء عبّاس أبوزيد
تدقيق : فاطمة محمّد صالح الموسويّ
فِي بيئةِ العملِ الحَديثة، لَم يَعُدِ النّجاحُ يَعتمدُ فقَط علَى الكفاءةِ الفَرديّةِ أوِ الخبرةِ المِهنيّة، بَل أصبحَ التّواصُلُ الإيجَابيُّ بينَ أفرادِ الفريقِ أحدَ أهمِّ رَكائزِ التّقدّمِ والإبدَاع. فَالكلمةُ الطَّيّبة، والقُدرةُ علَى التّعبيرِ بوضُوح، والإستِماعُ بإحتِرام، تَصنعُ بيئةَ عملٍ مُتوازنةً يسودُهَا التّعاونُ والثِّقة. لكِن، مَا الذي يجعلُ التّواصلَ بهذهِ الأهميّةِ فِي عالمِ العمَل؟
إنَّ التَّواصلَ الفعّالَ هوَ الجسرُ الّذِي يربطُ بينَ الأفكارِ والعقُول، ويحوِّلُ الجهودَ الفرديّةَ إلَى إنجازٍ جَماعيّ. فالعاملُ الّذِي يُعبِّرُ عَن آرائِهِ بوضُوح، ويُصغِي لزملائِهِ بِتفهُّم، يُسهِمُ فِي خلقِ جوٍّ منَ الإنسجامِ والتّفاهُم، ممَّا يزيدُ منَ الإنتاجيّةِ ويُقلِّلُ منَ الأخطاءِ وسوءِ الفَهم. كمَا أنَّ الحوارَ البنّاءَ بينَ الإدارةِ والمُوظّفينَ يُعزِّزُ الإنتِماء، ويجعلُ الجميعَ يَشعرونَ بأنّهُم جزءٌ مِن مَنظومةٍ واحدةٍ هدفُهَا النّجاحُ المُشترك.
ومِن جهةٍ أخرَى، يُساعدُ التّواصلُ الإنسانيُّ فِي العملِ علَى بناءِ الثّقةِ والدّعمِ النّفسيِّ بينَ الزُملاء، وهوَ مَا ينعكسُ إيجاباً علَى الأداءِ العامِّ ويَجعلُ مكانَ العملِ أكثرَ راحةً وتحفِيزا. فالفِرَقُ الّتِي تتواصَلُ بصدقٍ ووضُوح، قادرةٌ علَى تجاوزِ الأزَمات، ومُواجهةِ التّحدّياتِ بروحٍ جماعيّةٍ مُتماسِكة.
وفِي النِّهاية، يَبقى التَّواصلُ أساسَ كلِّ نَجاح، وبدونِهِ تَفقِدُ الجهودُ معناهَا مهمَا كانَت عظِيمة.
فهَل نستَطيعُ أنْ نُحافظَ علَى لغةِ التّفاهمِ والتَّقديرِ فِي عملِنَا، لِنحوِّلَ بيئةَ العملِ إلَى مساحةٍ للإبداعِ والإنجَاز؟