واثِقُ الخُطى يَمْشي مَلِكاً.
إِنَّ الثِّقَةَ بِالنَّفْسِ هِيَ أَساسُ العَيْشِ في المُجْتَمَعِ، فَكَلامُ النّاسِ كَالأَرْقامِ لَهُ بِدايَةٌ لكِنْ لَيْسَ هُناكَ نِهايَةٌ. كَما أَنَّ الثِّقَةَ بِالنَّفْسِ لَيْسَتْ بِكَونِكَ الأَفْضَلَ وَ أَنَّ الجَميعَ سَيُعْجَبُ بِكَ إِنَّما هِيَ تَعْني بِأَنَّ إِعْجابَ النّاسِ بِكَ أَوْ عَدَمَ إِعْجابِهِمْ لَنْ يُؤَثِّرَ عَلَيْكَ.اِعْلَمْ أَنَّهُ لا يُمْكِنُ لِشَخْصٍ أَنْ يَهْزِمَكَ سِوى نَفْسِكَ، فَانْعِدامُ ثِقَتِكَ بِذاتِكَ يَجْعَلُكَ تُصْغي لِانْتِقاداتٍ مِنْ مُجْتَمَعٍ لا يُمْكِنُ إِرْضاؤهُ وَ أَيْضاً تَجْعَلُ مِنْكَ إِنْساناً ضَعيْفَ الشَّخْصِيَّةِ وَ عَديْمَ الرَّأْي لا يُمْكِنُهُ التَّحَدُّثُ بِحُرِّيَّةٍ في مَكانٍ عامٍّ أَوْ في جَلْساتٍ اِجْتِماعِيَّةٍ…
إِنَّ الثِّقَةَ هِيَ قُوَّةٌ وَقْتَ اليَأْسِ وَ الهَزيمَةِ وَ سِلاحٌ وَقْتَ الضَّعْفِ وَ إِصْرارٌ وَ عَزيمَةٌ وَقٌتَ الفَشَلِ، الثِّقَةُ بِالذّاتِ تَخْتَلِفُ عَنِ الغُرورِ وَ التَكَبُّرِ فالغُرورُ أَنْ تَرى النّاسَ بِمُسْتَوى أَدْنى مِنْ سِواكَ أَمّا الثِّقَة تَجْعَلُكَ شَخْصاً ناجِحاً واثِقاً مِنْ نَفْسِهِ لا أَحَدَ يَسْتَطيعُ تَحْطيمَهُ، فالإِنْسانُ إِذا فَقَدَ تَقْديرَهُ الذّاتِيَّ سَيَشْعُرُ بِأَنَّ كُلَّ النّاسِ أَهَمُّ مِنْهُ وَ سَيَعيشُ تحتَ ظِلِّ الآخَرينَ.تَحَدَّثْ بِراحَةٍ إِذا أَرَدتَ أَنْ تُخاطِبَ كُنْ طَبيعِيّاً، عَفَوِيّاً في كَلامِكَ لا تَنْظُرْ لِلنّاسِ بَلْ قُمْ بِنَسجِ عالَمٍ خاصٍّ لَكَ وَ أَنْتَ الوَحيدُ داخِلَهُ، لِأَنَّكَ سَتَرى الإِنْتِقادات في عُيونِهِمْ. آمِنْ بِنَفْسِكَ وَ اجْعَلْ يَقيناً أَنَّكَ تَقْدِرُ عَلى تَحْقيقِ حُلْمِكَ، مَهْما كانَ بَعيداً لا تَسْمَحْ لِأَحَدٍ أَنْ يُثْبِتَ قَوْلَ أَنًّكَ لا تَقْدِرُ.
لا تَقْبَلْ بِأَقَلِّ مِمّا تَسْتَحِقُّ، كُنْ قَنوعاً لاكِنْ لا تَسْتَخِفَّ بِنَفْسِكَ بَلْ حارِبْ لِتَصِلَ لِأَكْثَرَ مِمّا تَسْتَحِقُّ، فالشّخْصُ الواثِقُ مِنْ نَفْسِهِ تَرى هذِهِ الثِّقَةَ بِعَيْنِهِ وَ تَشْعُرُ أَنَّهُ يَقولُ لَكَ:” عِنْدَما يَمُرُّ بِكَ مَوْقِفٌ تَخافُ مِنْهُ إِيّاكَ أَنْ تَقولَ “لا أَسْتَطيعُ” قُلْ لا أُريدُ، لِأَنَّكَ لَوْ أَرَدْتَ فِعْلاً أَنْ تَفْعَلَ أَمْراً لَفَعَلْتَهُ وَ سَتَسْتَطيعُ؟
فَقَطْ ثِقْ بِنَفْسِكَ.
كُنْ لنَفسِكَ و اهتَمَّ بِها فأنتَ أكثرُ من يَستَحقُّها، لأنّ فقدانَ الثِّقةِ كتمزيقِ الوَرَقةِ يُمكنُ لصقُها لكِنْ لن تعودَ كما كانَت.
الجميعُ سيجِدُ خَطأً بِكَ حتّى لو كُنتَ صَفحةً بيضاءَ و في داخِلِكَ نُقطَةٌ سوداءَ سيُسَلَّطُ الضَّوءُ على هذا السّوادِ،يُقالُ أنّ نِصفَ الثِّقةِ بالنَّفسِ هي عدَمُ المُقارنَةِ مع الآخرينَ ،و نِصفُ الرّاحةِ عدمَ التَّدخُّلِ في شؤونِهِم ،و نِصفُ الحِكمَةِ الصَّمتُ،فإجعلْ لنفسِكَ راحَةً و لا تَتدَخَّلْ بحياةِ الأخرينَ لأنَّها تخُصُّهُم فقبلَ أن تَنتقِدَ الآخرينَ انظُرْ لنفسِكَ و قُل هل أنا كامِلٌ؟!
أنا أفضلُ شخصٍ في العالمِ!
نعم أنا الأفضلُ في نَظَري.كلُّ شخصٍ يمتَلِكُ ثِقَةً بنَفسِهِ لكن هناكَ من يُخْفيها باستِماعِهِ لآرائِ النّاسِ و هناكَ من يجعلُ ذَمّ النّاسِ لَهُ كلإعلاناتٍ يتخَطّاها دائمًا.
