لونٌ فريدٌ من نوعِهِ تسكُنُ فيهِ ألوانٌ غريبَةٌ لا يُظهِرُها خوفةً من أن يَنبُذَهُ الجَميعُ، يخجَلُ بها لأنّها عارٌ على المُجتمَعِ لُوِّنَ هذا الثَّوبُ بلونِ الحياةِ والجمالِ لونُ السّلامِ ، الأبيضُ ،ولكنَّهُ بُطِّنَ بلونِ الظّلامِ والخوفِ، اسودٌ داكِنٌ في زواياهُ مُزجَ الخيرُ مع الشَّرِ.تتساءلونَ عمّا أتحدَّثُ..
إنَّني أتكلَّمُ عن هذا الشَّخصِ الذي يُظهرُ للمجتمعِ أنَّه المِثالِيُّ المُمَيَّزُ و المُتعَفِّفُ الرّاقي و المُؤدَّبُ الخَلوقُ ، لكن خلفَ هذا القناعِ الجميلِ تَختَبِئُ عُقدَةٌ نفسِيَّةٌ تحتاجُ لمُعالِجٍ نفسِيٍّ منَ الفضاءِ ليُعيدَهُ إلى رُشدِهِ.
يعتقِدونَ أنّنا غَرِقنا في بحرِ الكذِبِ وانخَدَعنا بِوُجوُهِهمِ المُزيَّفَةِ ، و لكن في الحقيقةِ إنَّهم يعيشونَ في وهمٍ فاقدينَ للثِّقَةِ مُتَوَرِّطينَ بنَرجِسِيَّةٍ تكادُ أن تُنهي حياتَهُم. بئسَ هؤلاءِ الذين استغَلّوا قلوبَنا لأعمالِ الشَّعوَذَةِ و تمَلَّكوا القلبَ حتى تمكَّنوا .
انتبِه من شرِّهِم و حقارَتِهِم فهم يساهمونَ بتدميرِ عقلِكَ و روحِكَ و قلبِكَ الذي خُدِعَ و أصبحَ ينبِضُ لأجلِهِم حتى أجلٍ غيرِ مسمّى .
لا اعتقِدُ أنَّ الظُّروفَ تُبرِزُ الحقارَةَ ولا المشاكِلُ الخارجِيَّةُ تؤثِّرُ على العلاقَةِ الدَّاخلِيَّةِ إلّا معَ الذي بُنِيَ من قِطَعِ الخِداعِ والمَكرِ.
انتبِه لنَفسِكَ و خُذْ حذرَكَ ، إنَّهُم أعداءُ القُلوبِ فليسَ من يَقتُلُ الرّوحَ بالرَّصاصِ هو وحدَهُ المُجرِمُ.
لا،بل كلُّ شخصٍ يساهِمُ في قتلِ الرُّوحِ أو كسرِ القلبِ و تدميرِ الخواطِرِ هو مجرِمٌ و يُطلَقُ عليهِ لقبُ العدوِّ المُسِمِّ.يتظاهَرونَ بالحُبِّ و الإحترامِ ولكنَّهُم عنوانٌ للكراهِيَّةِ و البَغضِ .
يحمِلونَ في اجسادِهِم أوزانًا ثقيلَةً ممزوجَةً بالكذبِ و الشَّخصيّاتِ المتَنَكِّرَةِ.ثوبُهُم أصبحَ ذو رائحَةٍ كريهَةٍ بسبَبِ أعمالِهِم التي لا يمكِنُ وصفُها إلا بالحمقاءِ ،خَسِروا قلوبَنا الصّافِيَةَ و فقدوا أشخاصًا مثلَنا كانوا يملؤونَ حياتَهُم بالمسكِ و الطَّهارَةِ .
المضحِكُ المُبكي أنّهُم يختَبِؤونَ خَلفَ ثوبِ الدّينِ و أنَّهُم يخافونَ من ربِّهِم ولكن من يخافُ ربَّهُ لا يلعَبُ بمشاعرِ الآخرينَ و إنَّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ و يعلمُ الصَّغيرَةَ و الكبيرَةَ، ربّي لا تكسِرنا يومًا و لا تسامِحْ من عذَّبَ قُلوبَنا أو قتلَ أرواحَنا..
فإنَّ اللّه يمهِلُ و لا يُهمِلُ.