الجنوب… فكرةٌ لا تموت!

الجنوب… فكرةٌ لا تموت!

بقلم :ريان ابراهيم نجم
تدقيق: هادي محمود نصّار

“الجنوبُ فكرةٌ و ليسَ بُقعةً جغرافيّة، والفِكرةُ لا تموت”، ليستْ مجرّدَ تعبيرٍ أدبيٍّ وحسْب، بل خُلاصةٌ لشعورٍ متجذِّرٍ في وجدانِ كلِّ من عرفَ الجنوبَ اللُّبنانيّ. فهلْ يبقى فكرةً أمْ يُختزل ؟

على الرُّغمِ من كلِّ العقباتِ الّتي طالتِ الجنوبَ اللّبنانيّ، إلّا أنّهُ بقيَ رمزاً للمُقاومة، للهَويّة، للانتِماء، وللتّاريخِ المكبّلِ بالدمّ . ففِي الجَنوب، امتزجَتْ رائحةُ التُّرابِ برائحةِ زيتِ الزّيتون، وصدى الآذانِ بصوتِ الرّصاص ، مشهدٌ لا يعرِفهُ إلّا منْ عاشَ مرارةَ الانتظارِ و حلاوةَ النّصر، ليُشكّلَ فكرةً رُغمَ الإحتلالِ والعُدوانِ والحِرمان، فكرةَ أنَّ الكرامةَ لا تُساوم، وأنَّ الأرضَ لا تُنسى.

الجنوبُ هوَ الفكرةُ الّتي تؤمنُ بأنَّ الأملَ يُزرع، كما تزرعُ شتلَةُ التّبغِ بصبرٍ وبأيادٍ مُتشقِّقةٍ مِن التّعب ، لكنَّها مُكلَّلةٌ بالعزّ .
لقد حاولوا اختزالَ الجنوبِ مراراً و تكراراً على مدارِ الأعوامِ الماضِية، كما هوَ الحالُ اليوم ، احتلالٌ صهيونيّ ، دمَار ، خرَاب ، تدمِير، غيرَ مُدركينَ للحقيقَة ، الّتي تؤكِّدُ أنَّ الجنوبَ أصلُ الحكايةِ كُلّها، و أنَّهُ فكرةٌ ولِدتْ مِن دماءِ الشّهداء، رُويَت على ألسِنَةِ الأمّهات، كُتبتْ على دفاتِرِ الأطفال، وكبُرتْ في أناشيدِ المَدارسِ، وفي صلاةِ المغربِ بينَ أعمدةِ المساجِدِ والكَنائِس، وفي حكاياتِ اللّيلِ حينَ يغفو الوطَنُ على كتِفِ الجَنوب.

الجنوبُ ليسَ ساحةً للمُقاومَةِ و حسب ، لا بلْ للتّعليم، للبِناء، للإبداعِ و الإبتكار . فمِن تربةِ الجنوبِ الخصبةِ تُزرعُ المَدارِس كما الحُقول، و منِ صمودهِ تُبنى مؤسّساتٌ تُعلي الكرامَةَ بالعِلمِ كما الدّم .

إنّهُ الجَنوب،
الجنوبُ الّذي لا ينكَسِر، بل ينهَضُ و يتجدّدُ كطائِرِ الفينيق ، لأنَّ الجنوبَ لا يمُوت !
في الجَنوبِ يولدُ الأمَلُ كَما تُولدُ البُطولات !