مقال بقلم: زينب محسن
تدقيق: منى جمعة
اليومَ تمَّ استهدافُ الصحفيينَ استهدافًا مباشرًا، وتمَّ قمعُ صوتِ الحقِّ الذي مثَّلَ تهديدًا خطيرًا لعدوٍّ مغتَصِبٍ يسعى إلى انتهاكِ نقلِ الصورةِ الحقيقيةِ والموضوعيةِ. هؤلاءِ الصحفيونَ هم وسيلتُنا لمعرفةِ الحقائقِ في زمنِ التضليلِ ونشرِ المعلوماتِ الزائفةِ والكاذبةِ والتعتيمِ الإعلامي، وهم من ساهمَ في إظهارِ الجرائمِ التي ترتكبُها إسرائيلُ، وساهموا في صحوةِ شعوبِ العالمِ التي خرجتْ في مسيراتٍ ومظاهراتٍ تطالبُ حكوماتِها بالضغطِ على إسرائيلَ من أجلِ وقفِ إطلاقِ النارِ.
إنَّ الصحفيَّ الذي استُشهِدَ اليومَ هو الذي عكَسَ صوتَ الحريةِ! هو الذي نقلَ ما يحدثُ في وطني الحبيبِ من انتهاكٍ واضحٍ، هو الذي كشفَ كيفَ استهدفَ العدوُّ الطاقمَ الطبيَّ والمسعفينَ والأبرياءَ، والأطفالَ والنساءَ تحتَ حججٍ وتبريرٍ مستمرٍّ وأمامَ عيونِ العالمِ أجمع وأمامَ عيونِ المنظماتِ والمجتمعِ الدولي! الذي حصلَ اليومَ معَ الصحفيينَ يتكررُ مجددًا وكي لا ننسى الزميلةَ فرح عصام التي استهدفها العدوُّ أثناءَ تغطيتِها الإعلاميةِ وهي لا زالتْ في ساعاتِ الصباحِ الأولى.
باللهِ عليكم، كيفَ يحتمي الصحفيونَ؟ كيف سيتمُّ دعمُهم؟ كيف سنحمي صوتَهم، صوتَهم الذي يضمنُ أن تبقى الحقائقُ حاضرةً؟
أيُّها المجتمعُ الدوليُّ، سأخاطبُكمْ بلغَتِكمْ؛ أنتم تعلمونَ أنَّ تعزيزَ حريةِ الصحافةِ وحمايةَ الصحفيينَ هو أمرٌ أساسيٌّ للحفاظِ على مجتمعٍ ديمقراطيٍّ، أنتم من تقولونَ إنَّ حريةَ الصحافةِ والتعبيرِ هي حقٌّ من حقوقِ الإنسان! أينَ أنتمْ من هذا كلِّه؟
لقد قتلوا صوتَ الحقِّ، قتلوا من جاهدَ لنقلِ الكلمةِ، قتلوا الأبرياءَ وما زالوا.
في الختامِ، على الجميعِ إدانةُ ما حصلَ اليومَ حتى لا تذهبَ هباءً تضحياتُ هؤلاءِ الصحفيينَ الذين قُتِلوا وأُصيبوا ودُمِّرتْ منازلُهم، وحتى لا نشهدَ مقتلَ مزيدٍ من الصحفيين. وجميعُنا نعلمُ الحلَّ: على الولاياتِ المتحدةِ، وعلى حليفاتِها الحكوماتِ الغربيةِ التوقفُ عن منحِ الحصانةِ لإسرائيلَ وحمايتِها من المحاسبةِ والعقابِ.