بقلم: زهراء عباس أبو زيد
تدقيق: محمد نور الدين محمد بدوي
يمضِي الإنسانُ حياتَهُ بينَ محطاتٍ منَ التَّعب، والفَرح، والخسَارات، والنّجاحات.
تبدُو الحياةُ أحياناً صعبة، مليئةً بالتّحدياتِ والضّغوط، وتارةً أخرى تُظهرُ لنا أنَّها فرصةٌ ثمينةٌ للتّجربةِ والنّمو.
نعيشُ صراعاتٍ داخليّة، وأسئلةً لا تَنتهي؛ نحاولُ فهمَ ما نمرُّ بِه، ونبحثُ عَن معنى لِكلِّ ما يحدُث.
فهلِ الحياةُ عبءٌ ثقيلٌ يجبُ تحمُّلُه، أم فرصةٌ عظيمةٌ تستحقُّ أن نعيشَها بكلِّ ما فِيها؟
مِن منظورِ كُثر ، مُلئتِ الحياةُ بالضُغوط ، خاصةً في زمنٍ باتت فيهِ المُتطلباتُ تزداد، والخوفُ مِنَ المُستقبلِ دائم .
الظروفُ الاجتماعيّةُ والاقتصاديّةُ الصّعبة، والمسؤولياتِ اليوميّة، وفقدانُ الأمان؛ قد تجعلُ الحياةَ تبدو كأنَّها مجردُ سلسلةٍ مِنَ الواجباتِ والمُعاناة.
هذا النوعُ مِنَ التّفكير، يجعلُ الإنسانَ يعيشُ في قلقٍ دائم، غيرَ قادرٍ على الاستمتاعِ بالحاضِر، بل منشغلٌ دوماً بالتّحدياتِ القادِمة.
في المُقابِل، هناكَ من يرى أنَّ الحياة، رغمَ قسوتِها أحيانا، تحمِلُ في طيّاتِها فُرصاً للنُضجِ والوعيّ والنموّ.
كلُّ تجربةٍ صعبةٍ يُمكنُ أن تعلِّمَنا شيئاً جديداً عَن أنفسِنا.
فالحياةُ ليسَت فقط بِما يَحدثُ لَنا، بل بكيفيةِ تعاملِنا مع ما يَحدث.
حينَ نغيِّرُ نظرتَنا، ونركِّزُ في النِّعم البَسيطة، و العلاقاتِ الحقيقيّة، يصبحُ للحياةِ طعمٌ مُختلف.
المَعنى لا يأتِي جَاهزا، بل نصنعُهُ نحنُ باختياراتِنا، ونظرتِنا لكلِّ ما نمرُّ بهِ.
مِن هُنا، يمكنُنا القولُ أنَّ الحياةَ ليست عبئاً خالصا، ولا نعمةً مُطلقة، بل هي مزيج بينَ الإثنين.
ما يحدِّدُ قيمتَها هو طريقةُ تعاملِنا معَها.
منْ يرى في كلِّ تحدٍّ فرصَة، ومنْ يجِدُ في كلِّ لحظةٍ بسيطةٍ سبباً للإمتنان، هو مَن يعيشُ الحياةَ بحقٍّ.
فالحياةُ لا تنتظرُ أن نفهمَها بالكاملِ لتبدأ، بل تحتاجُ فقط أن نعيشَها بصدقٍ ووعيّ.
فهلِ الحياةُ تحدّيات مُستمِرة، أم فرصةً للتطوُّر والنّموّ؟