لن نبقى طويلاً في هذه الحياة، لن نأخذ.َ معنا أيَّ شيءٍ، فالأحزانُ التي تُصيبُنا تُقرِّبُنا من اللّه و السَّعادةُ التي تُصيبُنا أيضاً تجعلُنا مُمتنّينَ للّه على منحِها لنا. تقفُ بُرهةً لتُفكِّرَ بأنَّ البقاءَ في الحياةِ ليسَ أبديًّا و لا مستمرًّا فتُعيدُ ترتيبَ نفسِكَ من الدّاخلِ، فقد أفلحَ من كانَ مُقترباً من ربِّهِ و من استطاعَ المُحافظَةَ على اتِّصالِهِ المُستمرِّ بينَهُ و بينَ اللّه. لأنّ هذا الاتِّصالَ هو معنى السّعادَةِ الحقيقيَّةٍ، فكُن مع اللّه لأنَّهُ يُغنيكَ عمّا سِواهُ.
بحسَبِ قولِ الكاتبِ “جوزيه ساراماغو” ( اللّه يُقدِّمُ لنا غيوماً وفقاً لدرجَةِ العَطشِ) فالأملُ موجودٌ و السَّعادةُ تجري بجانبِنا تنتظرُ فقط أن نستَشعِرَها و نشكُرَ خالِقَها لكي تفيضَ علينا أكثرَ و أكثرَ.
فلنجعلْ لأنفُسِنا أسلوباً للحياةِ و نلتزمَ بهِ، نستجيبُ لكلِّ مؤشِّراتِ السَّعادةِ و الخيرِ في كلِّ خُطانا، نجعلُها كالشَّجرَةِ المُثمرَةِ تنمو من الدّاخِلِ، من عُمقِ ذاتِنا الإيجابيَّةِ و المُتجدِّدَةِ، كلُّها أمل و امتياز.
فلننظرْ و نتمعَّنْ أكثرَ،أصبحَ الآن ما نَشترِكُ بهِ كبَشرٍ هو الحُزنُ! الحُزنُ فقط و كأنّ هذا الميلَ الغريزيَّ للحُزنِ كان نتيجةَ تربيةٍ منزليَّةٍ خاطئةٍ، إنَّني لا أُنكِرُ أنّ الإنسانَ مُعرَّضٌ للظُّروفِ التي تجعلُهُ في حالةِ الحُزنِ و خاصةً في مثلِ هذه الأوقاتِ العَصيبَةِ التي جعلَتْنا نَستجيبُ لدَواعي الحُزنِ أكثرَ من السَّعادَةِ و ننظُرُ السَّعادَةِ و الضَّحكِ باستِغرابٍ مُتوقِّعينَ أنّها ستكونُ نِهايتُها سيِّئةً تحتَ كلمةِ( الله يستر شو رح يصير بعد هالضحك).
عِشْ الحياةَ بقرارٍ جريءٍ اسعى لأن تجدَ نفسكَ أكثرَ زِدْ إيمانَكَ باللّه لتزدادَ معكَ سعادتُكَ الصِّحيَّةُ و النَّفسيَّةُ، تمتَّعْ بما تملِكْ و عِشِ الحياةَ بحواسِكَ الخَمسةَ في طاعةِ الله لأنّ حياتَكَ هي من صُنعِ أفكارِكَ
فكِّرْ بالسَّعادةِ تسعَدْ و اشكُر اللّه ليَزيدكَ “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”
