مِن المُفترَض بَل مِن المُؤكّد أنّ صحّةَ الإنسانِ تبدأُ مِن تفكيرهِ و نظرتِه المُختلِفةِ للأُمورِ و بكيفيّةِ تفسيرهِ للمواقِفِ الّتي تمُرُّ في حياتِه، فمِنهُم مَن يأخذُ المَنحى الإيجابِيّ لَها و مِنهُم مَن يتمَّسكُ بالمَنحى السَّلبي و هُنا تكمُن المُعادلَةُ الصّعبةُ، فعِندَما يَكونُ الإنسانُ في حالةٍ مزاجيةٍ صعبةٍ و مكتئبةٍ يفسِّرُ حياتَهُ بشكلٍ أكثرَ سلبيّ و يصبحُ المُستقبلُ بنظرِهِ ميوؤساً مِنه.
و مِن هُنا نُحذِّرُ مِن وقوعِ النّفسِ فِي فَخّ “الطّحنِ الذاتيّ” و الذي يتمثّلُ بجلدِ النَّفسِ إثرَ المَواقِفِ الصّعبةِ التّي مرَّت فيطحنُ الإنسانُ نَفسهُ تحتَ أفكارٍ تتمثَّلُ بالخوفِ و القلقِ نتيجةَ هذِهِ المواقِفِ الغيرِ موفقةٍ مثلاً( فقدانُ وظيفةٍ، الرّسوبُ و الفَشلُ أو انقطاعُ علاقةٍ…) هذه المَوجاتُ مِن اجترارِ الأفكارِ تسحبُه نَحوَ حالةٍ مِن العُزلة.
و لهذهِ المُشكلةِ العديدُ مِن العواقِب الوخيمَة على صِحة الإنسان كالأرقِ و المَرض لأنّهُ و بعدَ التّفكيرِ السَّلبيّ يُفرزُ جسمُ الإنسانِ هرمونَاتَ الكورتيزون، و الأدرينالين التي تُسبِّبُ القلقَ و الألمَ مِما يزيدُ مِن نِسبَةِ حدوثِ الاكتئابِ و الشّراهَةِ و التّفكيرِ من دونِ حلولٍ، فَمثلاً يَبدأُ الإنسانُ بطرحِ الأسئلةِ المُؤذيةِ على نَفسِهِ : ماذا لَو؟ ماذا لَو حَصَلَ هَذا؟ ماذا لَو لَم أقُم بِمِثلِ هذا الفِعل؟ جَميعُ هذهِ الأسئلةِ هي عبارةٌ عِن دوامَةٍ لا يوجَدُ لها حَل.
و مِن هُنا على الإنسانِ التّخلّصُ مِن هذهِ الأفكارِ مِن اجلِ الصّحّةِ النّفسيّةِ الجيّدةِ و هَذا يبدأُ مِن تصحيحِ الفِكرِ عن النَّفسِ و النّظرِ دائِماً الى المَنحى الإيجابيّ و التبسُّمِ حتّى في أحلَكِ اللّحظاتِ كخدعةٍ صَغيرةٍ نخدعُ بِها عُقولَنا.
في الخِتامِ، كلُّ المَشاكِلِ الّتي تَحدُثُ لَك رُبّما هِي خارِجَةٌ عن إرادتِكَ و مسؤوليّتِكَ لَكِن ما يحدُثُ لاحِقاً يعتَمِدُ على ردَّةِ فِعلِكَ، لِذا ركِّز فِي اللَّحظةِ فَقط و انسَ ما حَصَلَ و ستجِدُ أنَّ المَسألَةَ ليسَت بالسوءِ الّذي تعتَقِدُهُ!