بقلم: زهراء عبّاس أبو زيد
تدقيق : فاطمة محمّد صالح الموسوي
قَد يُولدُ المَرءُ فِي بيئةٍ فقيرةٍ أو يواجهُ ظروفاً صعبَة، لكنْ مَا يُميّزُ البعضَ عنِ البعضِ الآخرِ، هوَ تلكَ الشُّعلةُ الخفيّةُ الّتي تسكُنُ القلب… واسمهَا الطّموح. هي ليسَتْ رغبةً عابرةً في التّحسُّن، بَل إيمانٌ داخليٌّ بأنّنَا خُلقنَا لشيءٍ أعظَم. فَهل يكفيَ الطّموحُ وحدهُ ليوصِّلَ الإنسانَ إِلى القمَّة ، أَم أنَّ الطّريقَ محفوفٌ بعقباتٍ تحتاجُ أكثرَ منَ الحلُم؟
الطّموحُ هوَ القوَّةُ الّتِي تدفعُ الإنسانَ للاستِيقاظِ كلَّ صباحٍ وَهوَ يُؤمنُ أنَّ الأفضلَ قادِم. لا يقفُ عندَ حدودِ الواقِع، بَل يصعدُ فوقهَا بأفكارِهِ وإِصرارِه. الطّموحُ يُعلِّمُ الصّبر، ويجعلُ مِن الفشلِ وقوداً للانطلاقِ بَدلَ أنْ يكونَ خطَ النهايَة.
لا فرقَ إن كانَ الإنسانُ طالِبا، عامِلا، أو حالِماً في زاوِيةِ غرفَة … طالمَا قلبُهُ لا يرضَى بالقلِيل، فهوَ على الطّرِيقِ لِلوصُول. لكنَّ الطّموحَ لا يُختبرُ في الهُدوء، بَل فِي لحظاتِ الانكسَار. عندمَا تتكاثرُ الخيباتُ ويطولُ الانتظَار، حينَهَا يظهرُ الفرقُ بينَ مَن يرفعُ الرّايَة، وَمَن يُعيدُ بناءَ حلمِهِ مِن رَماد.
في يومِنَا هَذا ، قَد تُغلَقُ الأبوَاب، وَقَد يبدُو الطّريقُ بِلا نِهاية، لكنَّ الطّموحَ الحقيقيَّ لا يتوقَّف، بَل يبحثُ عَن نافذةٍ صغيرةٍ ليُدخِلَ منهَا الضَّوء.
الطّموحُ ليسَ رفاهِيةً وَلا ترفا، بَل ضرُورةٌ لِلبقاءِ حيّاً بمعناهُ الحقيقيّ.قَد يأخذُكَ بعِيدا، وقَد يُتعبُك، لكنَّهُ دائماً يمنحُكَ هدفاً تعيشُ لأجلِه.فهلْ نسمَحُ لطمُوحاتِنَا أنْ تقُودَنَا مهمَا كانَتِ ااظُّروف، أمْ نكبتُهَا خوفاً منَ السّقُوط؟