لا شيءَ مخيف في البدايةِ، جميعُها جميلةٌ و تُغريْنا دائماً تجعلُنا نحلّقُ في السّماءِ كعصفورٍ يلتمسُ الحريّةَ بكلِّ جوانبِها متناسينَ شبكةَ الصّيدِالّتي ربّما سنقعُ بها منْ قبلِ الصّيّادِ. خيّمَ الإبهارُ على قلبيْهِما اللّذان تجرّدا من كلِّ شيءٍ رغمَ كلِّ العواقبَ الّتي قطعَت دربيْهِما إلّا أنّ متعةَ التحليقِ و رغبةَ الحريّةِ المستحيلةِ كانَت تحتلُّهما.
كلُّ شيءٍ تلوّنَ السّماءُ، البيوتُ، العائلةُ، الأصدقاءُ، كلُّ القضايا السيئةِ والجميلةِ تلوّنَت كأنَّ الحبَّ كان كالدِّهانِ يلوُّن كلَّ الخرابَ ثمَّ ومن دونِ سابقِ إنذارٍ تحوّلَ كلُّ هذا إلى نيرانٍ تهيّجَت لتصلَ إلى أعماقِ القلوبِ وتطفي فيها كلَّ جميلٍ، و كان هذا من محادثةٍ فقط كانت عبارةً عن التوقفِ في محطتينِ تعلنُ الإنذارَ بأنْ يسلُكَ كلُّ واحدٍ منهُم طريقًا.
هكذا هي العلاقاتُ جميلةٌ في الافلامِ، أو في مشهدٍ دراميٍّ إستنزفَ وقتًا وقوّةً من المصورِ وإبداعِ ممثّليهِ لكي يُصدَرُ لنا بجماليّتِه وحقيقتِه المبهمةِ فما كان من المُشاهدِ سوى الوقوعُ في حفرةِ الوهمِ.
و لكن في العودةِ إلى الواقعِ، أيُّ علاقةٍ تستنزفُ وقتَك، مشاعرَك، و تجبرُك في كلِّ مرةٍ أن تبذلَ مجهودًا لتبريرِ موقفِك تجاهَ أيِّ كلمةٍ أو فعلٍ بدرَ منْكَ لتشعرَ بأنك أمامَ عدّادٍ عليك حسابُ كلِمتِكَ ألفَ مرةٍ قبلَ البوحِ بها فيصبحُ الطرفُ الآخرُ فقط ليتصيّدَ أخطائَكَ فاعلمْ أنك وقعْتَ بما يسمّى “بالعلاقةِ السامّةِ” التي لا خيرَ فيها والخروجُ منها ليسَ بالهيّنِ أبداً لأنَّك إن لم تستطعْ فستعودُ لتدخلَ في دائرةِ الأذى مرةً بعد مرة.
تلتمسُ جميعَ الأعذارِ، ترغمُ نفسَكَ على الأذى من أجلِ الطرفَ الآخرِ الذي لم ينتبهْ حتى لأشدِّ لحظاتِكَ ألماً هذا فقط ضياعٌ للوقتِ و خرابٌ في القلوبِ.بعدَ كلِّ هذا الركامِ وعدمِ إدراكِك للجريمةِ التي تذوِّبُ كلَّ هذه المشاعرِ التي خُلِقَت عندَها فقط إستجمعْ همتَكَ لتدركَ قيمتَك اولاً و لا تستسلمْ لصوتِك السلبيِّ الكامنِ الذي يحدُّ من ثقتِك ويسعى الى تحطيمِك لتستسلمَ للحالةِ التي أنت فيها، نشّطْ هرمونَ حياتِكَ بكلِّ ما هو إيجابي و امضيْ تاركاً خلفَك جميعَ تلكَ الذكرياتِ.