المراهقُ والتّواصلُ الإجتماعيُّ✍️ مقال بقلم زينب محسن

المراهقُ والتّواصلُ الإجتماعيُّ✍️ مقال بقلم زينب محسن

كما نعلمُ جميعاً و بعدما لاحظنا مدى انتشارِ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيِّ التي أصبحَتْ جزءاً لا يتجزّأُ من حياةِ المراهقينَ اليومَ و خاصّةً بعدَ عدّدٍ منَ الأبحاثِ التي أظهرَتْ نسبةَ الأطفالِ الذين تتراوحُ أعمارهُمْ بينَ 13 و 17 و التي بلغَتْ 45%منهم متّصِلونَ بشكلٍ مستمرٍّ و 97% منهم يستخدمون كافَّةَ وسائلِ التّواصلِا الاجتماعيِّ. و لكن يبقى السؤالُ هنا ما مدى تأثيرُ استخدامِ وسائلِ التّواصلِ الإجتماعيِّ على المراهقين؟

يعيشُ أطفالنا اليومَ في دوّامةٍ مستمرَّةٍ لمحتوى مقاطِعِ الفيديو المقدّمةِ من قِبَلِ المؤثّرينَ و المشاهيرِ الذي باتوا يؤثّرون بشكلٍ كبيرٍ على و عيِ الاطفالِ و ادراكِهِم لمواضيعَ حياتيّةَ أكبرَ من استيعابهم، و نتيجةً لهذا الوعيِ الزّائدِ باتتْ نفسيّتُهم عرضةً لمشاكلَ كبرى من خلالِ تشتيتِ انتباهِهِم و تعطيلِ نومهِم او تعرّضِهم للتّنمُّرِ المستمرِّ و مقارنةِ أنفسهِم بغيرهم.
العديدُ من الدّراساتِ التي لاحظَتْ العلاقةَ بينَ الاستخدامِ المستمرِّ لوسائلِ التّواصلِ وبين أعراضِ الاكتئابِ و القلقِ، فعندَ متابعةِ أحدِ المُؤَثَّرينَ فإنّ المراهقينَ قد يشعرونَ بالغيرةِ و خاصّةً اذا كانوا بنفسِ الفئةِ العمريّةِ عندها تبدأُ المقارنةُ و يُحْبِطونَ أنفسهُم بأنّهم لا يمتلكونَ أيّةَ مهارَةٍ مثلَ بقيّةِ المؤثّرينَ.
من هنا يبقى الدّورُ الوحيدُ و الفعّالُ للاهلِ بتعزيزِ علاقتهم مع ابنائهم المراهقين و اظهارِ الحبِّ الكبيرِ لهم ما يجعلُ المراهِقَ يدرِكُ انّ والديهِ همُ القدوَةُ الأولى، فيرفُضُ أن يفعلَ ما قدْ يُؤذيهِم، أيضاً على الأهلِ ضرورةَ توجيهِ المراهقِ لما يجبُ ان يفعلَهُ و ما يَفْعَلُهُ و ما يأخذُهُ و لا يأخُذُهُ من المؤثِّرينَ.
في الختامِ، يبقى منَ الضّروريِّ معرفَةُ ميولِ المراهقِ و مساعَدَتُهُ على تنْمِيَةِ مواهِبِهِ و قدُراتِهِ الإيجابيَّةِ،وذلك في غايَةِ الأهميَّةِ.
و للتّذكيرِ فإنّ وسائلَ التّواصلِ مليئَةٌ بالصّورِ الغيرِ واقعيّةٍ!