هلْ أُخمِدَت شمعةُ طُموحي أمْ ما زالتْ تُقاوِم ؟ هذا السُّؤالُ الّذي يُراوِدُ جيلَ لبنانَ اليَوم ، مِنهُم مَن صَنعَ مِن آمالِهِ و أحلامِهِ مأتمًا يَنعيهِ كُلّما اقتَربنا مِن الهاوِيَةِ ، مِنهُم من لايزالُ يقاوِمُ رُغمَ إعصارِ الظُّروف.
يَجلِسُ الجيلُ على سُفوحِ الخَراب ، خرابٌ اقتصادِيٌّ، إنهيار ، إنهيار ، إنهيار، و يَسمَعُ هذهِ الكلماتِ آلافَ المرّاتِ، تتوالَى مُعلِنةً أنّنا مازِلنا مُستمِرّينَ بالسُّقوطِ نَحوَ القاع ، كما يودِّعُ ذاكَ المَظلومُ عاماً دراسيًا مَصيرُهُ مَجهول ، تهُزُّهُ كلِماتُ الإحباطِ و يَبقَى مُستَقبلُهُ شديدَ الغُموض.
لَن أكذِبَ ، أنا أيضاً فَردٌ مِن هؤلاء ، أخافُ أحياناً حينَ أسمعُ مُصيبةً جَديدَة فأرَى الشَّغفَ فِي ثنايَا القَلبِ يَختَفي، كَم أخافُ أن يَخمُدَ طُموحِيَ الجَامِح !
أستَمتِعُ بِشبابِي دونَ أنْ أبنِيَ المزيدَ منَ الأحلام، خوفاً مِن هدمِها ، لَم أنثُر الحُزنَ على مَقبرةِ أحلامِي فحسب، بَل تحوَّلَ إلى شُعلَةٍ يَتعالَى لَهيبُها لِتأكُلَ روحِي حينَ أتأمَّلُ بِلادِي ، حينَ يَضحكُ الآخرونَ مِن ذِكرِ أحلامِهِم مهزومينَ أمامَ الواقِعِ المَرير ، حينَ أرَى مَن ساقهُ الواقِعُ نحوَ الهِجرةِ، مِنهُم الطّبيبُ و المُهنِدس، و مَن طلَبَ العِلمَ و لَم يجِدهُ و مَن طلَبَ الحُلمَ و فَقَدَهُ، جميعُهُم حَزمُوا الحقائِبَ للرَّحيل.
لازلتُ على يَقينٍ بأنَّ بعدَ الظُّلمَةِ نور ، أخافُ أن تعتادَ عينايَ الظَّلامَ فتَرى النُّورَ سوادً .
أدعُو الله ربِّي أنْ أُقاوِمَ و أصمُدَ مع الجيلِ القادِمِ لعلَّ الواقِعَ ينقلِب ، و تعودُ زهرةُ الشَّبابِ تُسقَى مِن جديدٍ بعدَما ذَبُلَت .
و لكنّ السُّؤال هل كُسرَت الأحلامُ وذهبَ في مهبِّ الرِّيح؟