التّسامحُ مِن أسمى الصّفاتِ الّتي أمرَنا بها اللهُ عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتّسامح هو العفو عند المقدرة والتّجاوز عن أخطاءِ الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنّظرِ إلى مزاياهِم وحسناتهم بدلاً من التّركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقّف فلا داعي لنحملَ الكُرهَ والحقدَ بِداخلنا بل علينا أن نملأها حبّاً وتسامحاً وأملاً حتّى نكون مطمئنّين مرتاحي البال، وهو يقرّب النّاس مِنّا ويمنحنا حبّهم.
فالتّسامح والعفو يشكّلان الأساس المتين الّذي تُبنى عليه الحضارات، وتتطوّر بهما الشّعوب وترقى، ومن خلال التّمسك بهاتين القيمتين الأخلاقيّتين المهمّتين تُلغى كلّ الفروق الطبقيّة والعنصريّة والطائفيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، ويحلّ مكانها الاحترامُ والعدلُ والمساواة والتّعاون والحب، وعندها ستعيش البشريّة حالة من السّلام والأمان، ولكلّ فرد فيها الحريّة في التّعبير عن ذاته وعن رأيه وعن معتقداته، ومن واجبه احترام الطّرف الآخر، وتقدير آرائه.
من هنا نخرج بخلاصةٍ مفادها أنّ التّسامحَ شجرةٌ راسخة في الأرض، جذورها طيّبة وتعطي أروع الثّمر، وتُريح الأشخاص تحت ظلّها، وتهدّأ القلوب، التّسامح كالحقل المليء بالورد ينشر العطر الفوّاح بين النّاس، ويزيد من الطّاقة الإيجابيّة بينهم، فأينما كان الخير كان التسامح والعفو. فهو يدخل للقلوب الحزينة فيعمل على شحنها بالفرح والسّرور، ويُزيل عنها الطّاقة السّلبية، ويمنحها التّفاؤل، ويُشعرها بالأمان والبعد عن النّزاعات والخصومات، ويغرس الخير في كلّ مكان.
