عِندَما نبدأُ بالتّفكيرِ الصَّحيحِ تَنتهِي كُلُّ مَخاوِفِنا و مشاكِلِنا، ونعيدُ ترتيبَ الأمورِ ووضعِ الأشياءِ فِي المكانِ الصّحيح، نَهدأُ فنرَى الضّبابَ كسحابٍ يجلُو للرؤيةِ مِن جديد.
لِكلٍّ مِنا وقتُه لا تَستَعجِل قِطافَ نجاحِكَ، لا تَبخَل بزرعِ الكثيرِ مِن الجُهدِ والتَّعبِ ولياليَ طويلةٍ مِن العَمَل الّذي يَصنَعُ نَفسَكَ ويحقِّقُ حُلُمَكَ وأمانيكَ .
لرُبّما يتأخَّرُ قِطارُكَ للوصولِ، فأنتَ لا تَعلَمُ كيفَ يُدبِّرُ الله لكَ الأمور، وفي لَحظَةٍ لا تتوقَّعُها تنقلِبُ حياتُكَ رأساً على عَقِب وتُثمِر وتُزهِرُ بِكَ الحياةُ، وتحقِّقَ الكثيرَ مِن الإنجازاتِ الّتي يَعجزُ غيرُكَ أن يَصِلَ إليها .
ثِق بنفسِكَ وبِقُدراتِك، إجتَهِد وامضي في الحياةِ واعلَم بأنّ الله سيكونُ مَعكَ يحرُسُ خطواتِكَ بعنايتِهِ، فمَهما عَصَفت بِكَ الدُّنيا لابُدَّ أن تتخطّى الصِّعابَ وتتجاوزَ اللّحظاتِ بحُلوِها ومُرِّها.
أنتَ لَها، فكُن مُستعِداً دائِماً واعلَم أنَّ ما مِن ظلامٍ دامِسٍ إلّا وانجَلى ولا بُدّ لشَمسِكَ أن تَسطُعَ رُغمَ كُلِّ العَقباتِ الّتي يَضعُها الكارِهونَ أمامَكَ رُغمَ كُلِّ شَيئ، وإنْ عَجِزتَ وفَشِلت، قِف مُجدَّداً، يَكفيكَ شَرَفُ المُحاوَلَةِ بإصرارٍ وعزيمَة، وتذكَّر أنَّ الحُروبَ ليسَت للضُعفاء، خُضْ مَعرَكَتَكَ وأشهِر بسيفِكَ ويا مَرحَباً بالصِّعاب.
لا تيأَس، لا تَمَلّ، لا تستسلِم وأعلَم أنّ مَن يُعكِّرُ صَفوَكَ لَن يُضِرَّكَ بشيءٍ أبداً، الّا أنّهُ ومِن حِقدِهِ وغيرتِهِ قَد أُصيبَ بالقَلقِ مِنكَ فَفتَحَ مَخالِبَهُ مُحاوِلاً خَدشَكَ ،لا تكتَرِث يا عَزيزي، كُلُّ ما عَليكَ فِعلُهُ هُو أن لا تَنظُرَ نَحوهُ وسِرْ إلى الأمامِ لأنّ تقدُّمَكَ ونجاحَكَ لَن يَصطادَهُ أحد، واصبِر لعلَّ الأيّامَ المُقبِلةَ ستُداوي جُروحَ الماضِي العالِقَةَ فِي وِجدانِك، لا تَجعَلِ النّاسَ يـُمْلونَ عليكَ ما يَجِبُ عَليكَ فِعلُه، فليسَ مِن حَقِّ أحدٍ أن يُديرَ سَفينَةً أنتَ قُبطانُها، تجهَّز وكُن مُستعِداً أنتَ ناجِحٌ ومُتألِّق، وتذكَّر أنّ ما بدأتَ بِهِ عليكَ أن تُنهيهِ بِنفسِك.