تآلفُ روح، مقال بقلم ✍️بسملة عزالدين

تآلفُ روح، مقال بقلم ✍️بسملة عزالدين

••

من أحد أوجُهِ السّعادةِ وجودُ أصدقاءٍ بقربكَ، ينتشلونكَ من ظلماتكَ إلى نور قلوبهم، ولا بُد لوجودِ صديقٍ واحدٍ مختلف..
فما بالك بصديقٍ يُجَسّد الطمأنينة، يُفرِغُ حصاد الأيّامِ ثِمارَ سعادةٍ في حقولِكَ، ويغرسُ في روحكَ العنفوانَ، صديقٌ يسقي الفؤادَ وِدًّا، ويروي يباسَ القلبِ حتّى التورّق.
شخصٌ تذهبُ إليهِ محمّلًا بالأسى فتعود و صدركَ ممتلئ بالرضى، صديقٌ يلامسُ روحكَ مباشرةً دون التّعثُّرِ بكمّية الأغلفةِ الّتي تَلفُكَ من الخارج، لا يقيّمكَ تحت أي عنوانِ، ولا يضعكَ في نفس الخانةِ مع باقي الأشخاص، ينسابُ معكَ بحنانٍ يعايشُ أمزجتكَ المختلفةَ و يعاملكَ بِكُلِّ مرونةٍ وحب.
هو صديقٌ ليسَ كغيره، رُبّما لا تربطُني بهِ صلةُ الأرحامِ و لكن تربطني بِه صلةُ الأيّام، و حنانُ العناقاتِ، و الكتفُ الثابتُ، و حلاوةُ الروحِ، هو الطريقُ و الصّديق، كل الجهاتِ على مدى النّظر، إنّه أقربُ من توأم روحي، فهو مختلفٌ نادرٌ ليس لهُ مثيل، هو هالةٌ من الغرابة و صدفةً من النُّدرة، نحن نواجهُ الحياةَ بضحكاتٍ مترافقة، نضفي على العالمِ بعضًا من الفرحِ، يستندُ بعضنا على الآخر في كُلِّ مرّةٍ و مُرّة.
ففي النهايةِ ربّما سيتخلّى عنكَ جميعُ الأصدقاءِ إلّا هذا الصّديقْ “فصادِق صديقًا صادِقًا في صدْقِهِ، فصِدْقُ الصّداقةِ صديقٌ صادقْ”
بسملة-علي-عزالدين•