تكنولوجيا النّانو- مقال بقلم عبّاس روماني

تكنولوجيا النّانو- مقال بقلم عبّاس روماني


تُعَدُّ تقنيّة النّانو من التّقنيات الواعدةِفي إحداثِ نقلةٍ نوعيّةٍ على مستوى الخدمات الصّحيّة.

وتُعرَّف جُزيئاتِ النّانو بأنّها جسيماتٌ صلبةٌ متناهيةُ الصّغَر يتراوحُ حجمُها بين ١٠و١٠٠٠ نانوميتر، هذه الآلات بإمكانها السّير في مجرى الدّمّ ومهمّتها تقديم تقارير طبيّة عن العضو المستهدف داخل الجسم، كما يمكنها استهداف مسبّب المرض للتّخلّص منه، سواء كانت خلايا سرطانيّة أو بكتيريا ضارّة أو فيروسات، عن طريق نقل الدّواء الّذي تحمله هذه المعدّات مباشرةٍ حيث المرض داخل الكائن الحيّ، أو إصلاح الأنسجة التّالفة دون الحاجة لعمليّة جراحيّة.

وعلى الصّعيد التّجاريّ ،دُمجت هذه التّقنية مع الفضّة الّتي تعتبر من أقوى العناصر في القضاء على البكتيريا، ما دفع العلماء للاستفادة من هذه المادّةِ من خلال استخدام تكنولوجيا النّانو في صناعة بعض الملابس بحيث يتمّ طلاء الخيوط والأقمشةِ بجزيئات النّانو ذات المسام المتناهية الصّغَر، لتُعالجَ بعدَ التّصنيع ببخار الماء الّذي يعمل على تثبيت جزيئات الفضّة،الأمر الّذي يجعل الثّياب مرنة ولديها قوّة جيّدة ضدّ الصّدمات، مقاومة للحريق، تحتوي على خصائص جيّدة تمنع الرّطوبة صيفاً وشتاءً، وتحدّ من التّعرُّق، وبفضل جزيئات الفضّة، لديها القدرة على مكافحة الميكروبات ، فلا يخترقها الماء، ويصبح من الصّعب أن تعلق عليها البقع والسّوائل. يتغيّر لونُها بحسب طول الموجات الضّوئيّة الّتي تنعكس عليها، ويمكن للإنسان أن يغيّر لونها حسب الطّلب، كما وإنها تحمي من أضرار الأشعة فوق البنفسجيّة.

إنّ هذا الاختراع مهمٌّ للعاملين في المواقع الّتي تتطلّب تبديل الملابس باستمرار كما هو الحال مع مقدّمي البرامج والأخبار وغيرها.

والجدير ذكره أنّه لا يوجد في العالم غير معملين يصنعان الملابس بهذه التّقنية، الأول في أميركا والثّاني في روسيا.