جنوبُ لبنان… أرضُ النِّضالِ والجمال

جنوبُ لبنان… أرضُ النِّضالِ والجمال

بقلم: زهراء أبوزيد
تدقيق: هادي محمود نصّار

جنوبُ لُبنان، ليسَ مُجرّدَ موقعٍ جغرافيٍّ على خارطةِ الوطَن، بلْ هوَ منطقةٌ تحملُ في ذاكرتِها تاريخاً طويلاً مِنَ المقاومةِ والتّضحيات، إلى جانِبِ طبيعةٍ خلابةٍ وتنوّعٍ ثقافيٍّ غنيّ. ومع ذلِك، فإنّ هذهِ المِنطقةَ لا تزالُ تواجِهُ تحدّياتٍ تنمويّةٍ وإقتصاديّةٍ وإجتماعيّة.
فهَل استطاعَ جنوبُ لبنانَ أن يتحوّلَ مِن ساحةِ صِراعٍ إلى نموذجٍ للتّنميةِ والاستِقرار، أم لا يزالُ رهينَ الظّروفِ السّياسيّةِ والأمنيّة؟

لطالَما شكّلَ جنوبُ لبنانَ رمزاً للمُقاومةِ والتّحدّي، خاصّةٍ في وجهِ الإحتلالِ الّذي دامَ سنواتٍ طويلَة، حيثُ قدّمتْ هذهِ المِنطقةُ آلافَ الشُّهداء، وساهمتْ بشكلٍ مِحوريّ في تحريرِ الأرضِ وبناءِ الوعيِ الوطنيّ. قُرى الجنوب، مِن بنت جبيل إلى صور والنّبطيّة ومارون الرّاس، شهدَتْ محطّاتٍ مفصليّةٍ منَ النّضال، ممّا جعلَها تحتلُّ مكانةً خاصّةً في الذّاكِرةِ اللُّبنانيّةِ والعربيّة. ولا يُمكِنُ الحديثُ عَنِ الجنوبِ دونَ ذكرِ دورهِ في صياغةِ الهُويّةِ الوطنيّةِ المُقاوِمة.رغمَ الثّرواتِ الطّبيعيّةِ الكبيرةِ الّتي يزخرُ بِها الجنوب، مِن الزّراعةِ (مثلُ التّبغِ والزّيتونِ والحِمضيّاتِ) إلى المواقعِ السّياحيّةِ السّاحرةِ (مثلَ قلعةِ الشّقيف ونهرِ اللّيطاني وشاطِئ النّاقورة)، فإنَّ هذهِ المِنطقةَ لا تزالُ تُعاني مِن ضعفِ البُنيةِ التّحتيّة، والهِجرةِ الدّاخليّة، ونقصِ الإستثمارات. كَما أنّ التّوتّراتِ الأمنيّةِ في بعضِ الفتراتِ تُعرقلُ مسيرةَ التّنمية، وتجعلُ منَ الاستقرارِ هدفاً صعبَ المنالِ في بعضِ القُرى الحُدوديّة. ومع ذلِك، فإنّ الجهودَ المحليّةَ والمبادراتِ الشّبابيّة تَسعى جاهدةً لتحسينِ الواقِعِ المعيشيِّ والتّنمويّ.

جنوبُ لبنانَ هو قصَّةُ شعبٍ مُقاوِم، وأرضٍ واعدةٍ تحتاجُ إلى استثمارٍ حقيقيٍّ في قدراتِها وطاقاتِها. هوَ مزيجٌ مِن الألمِ والأمَل، ومِنَ التّاريخِ والمُستقبَل.
فهَل يشهدُ الجنوبُ قريباً مرحلةَ ازدهارٍ تتناسبُ مع عظمةِ تاريخِه، أم يبقى بحاجةٍ إلى مَن يُعيدُ لهُ حقّهُ في التّنميةِ والسّلام؟