حاضرٌ في القلوب- مقال بقلم أحمد سماحة

حاضرٌ في القلوب- مقال بقلم أحمد سماحة


الارزُ مشتاقٌ لنسيمِ موسى
أحمد سماحة:٢٠٢١/٦/٤

في ظِلال ليمون الجنوب، وتوتِ البقاعِ ستظلّ ملكوتُ الرّحمةِ وصانعُ المحبّة، توارثتْ ونعِمت باسمهِ أجيالٌ لا تنفكُّ تذكره عند كلّ صلاة وموقف، فقد كان لبنانُ من شمالِه إلى جنوبه محرابَ تكبيرِه، وكان الفقيرُ خليلَه والسّلامُ رداءه، فمَن كموسى حاضراً في أرزِ لبنانَ روحاً، وغائباً بجسدٍ لم يتقاعسْ يوماً عن خدمةِ كلّ إنسان محروم؟!

كان ملجأ لكلّ محبّيه، لا تنفكُّ عبارةُ “زارَ بيتَنا السّيّد” على ألسنة كلّ مَن عاصرَه.،فقد كان فخراً متنقّلاً في ربوعِ الوطن، حاملاً شذى المحبّة، كاسراً لواء الظّلام والاستكبار، أبكتْ عينَهُ دمعةُ المحتاج، وجادَ بقوّته وصلابته في تخوم مواجهةِ المحتلّ قائلاً:”سنظلّ نسبّحُ في بحرِ الشّهادَة حتّى نصلَ إلى شاطئ التّحرير”.

يُسبّحُ لعودتِهِ المسيحيّ قبل المسلم، باسمِ العذراء وصليب المسيح، فموسى بِعصاه ويدِه البيضاءَ قبل أن يكون “مسلما” فهو “إنسان” يحملُ جمالَ لبنانَ في جمالِ عينيه.

لبنانُ اليومَ بِأمسِّ الحاجةِ لهدوئك وثورتك لإزالةِ مَن عاثوا فساداً ودمّروا أحلاماً لشبابه، بحاجة لقولك عن التّعايُش الّذي جبلْتَه ثروةً لنتمسكَ بها، ستبقى القلمَ الّذي نغرِفُ من حبرِه، وألّا نطلّقَ الحرّيّةَ مهما كانت مرّة، وستظلُّ يا أبانا في قلوبنا.