بقلم: زهراء عبّاس أبوزيد
تدقيق: فاطمة محمّد صالح الموسويّ
منذُ أن يفتَح الإنسانُ عينَيهِ عَلى الحَياة، يَبدأُ بِرسمِ أحلامِهِ عَلى صفحاتِ قلبِه، وتَتشكّلُ بِداخلِهِ صورةٌ لِمَا يودُّ أن يكونَهُ يوماً مَا. غيرَ أنَّ الواقِعَ لا يَمنحُ النَّجاحَ بِسهولَة، بَل يَختبرُ عزِيمتَنَا بصُعوباتٍ وتَجاربٍ قَد تَبدو أحياناً أكبرَ مِن قُدرتِنَا عَلى الإحتِمال. لكِن، هَل النّجاحُ مُجرّدُ حظٍّ عابِر، أم أنَّهُ ثمَرةُ إرادةٍ لا تعرِفُ الإنكِسار؟
إنَّ النّجاحَ رِحلةٌ طويلَةٌ تَبدأُ بِفكرةٍ صغِيرة، وتَتغذَّى عَلى العملِ الجادِ والإنضِباط. هُو ليسَ مُجرّدَ الوصُولِ إلَى قِمّةٍ عالِيَّة، بَل هُو القُدرةُ عَلى النُّهوضِ بعدَ السُّقوط، والإستِمرارِ رغمَ الفشَل، والنَّظرِ إلَى كُلِّ عقبةٍ عَلى أنَّهَا دَرسٌ جَدِيد . فَالّذِينَ يُحقِّقونَ النّجاحَ هُم أولئكَ الّذينَ آمنُوا بِأنفِسهِم، وثابَرُوا دونَ أن يَسمحُوا لِليأسِ أن يسكُنَ قلوبَهُم. وفِي كُلِّ تَجربةِ نجَاح، هناكَ لحظاتُ تعبٍ وسَهر، ومواقِف شكٍّ وإحبَاط، لكِن مَا يُميّزُ النّاجحِينَ أنَّهُم يرَونَ فِي هذهِ اللّحظاتِ فرصةً لِصقلِ قُوّتهِم الدّاخِليّة. فهُم يُدركُونَ أنَّ الإنجازَ الحَقيقيَّ لا يُقاسُ فَقط بِمَا نصِلُ إلَيه، بَل بِالمسَافةِ الّتِي قطعنَاهَا والمَصاعبِ الّتِي تخطّينَاهَا.
إنَّ النجاحَ ليسَ نِهايةَ الطّرِيق، بَل بِدايةٌ لِمغامرةٍ جَديدَة، تَفتحُ أبواباً أوسعَ لِلطّموحِ والإبدَاع. وكلُّ إنسَانٍ يحمِلُ فِي داخلِهِ القُدرةَ عَلى النَّجاحِ إذَا امتَلكَ الشّجاعةَ لِيبدَأ، والإصرَارَ ليُكمِل، والإيمانَ بِأنَّ الغدَ يحمِلُ دَوماً فرصَةً أفضَل.فهَل نَحنُ مُستعدّونَ لِكتابةِ قِصّةِ نجاحِنَا الخَاصَّة، خُطوةً بخُطوَة، حَتّى تُصبحَ يَوماً مَصدرَ إلهَامٍ لِغيرِنا؟