بدأ بين 500 و800 عام قبل الميلاد عندما قام تلميذ سقراط (أفلاطون) بوصف مدينة ما قد تكون أقرب إلى الخيال، تمتّعت بتقنية عالية، إذ جاء في الرّوايات الّتي نقلَ أفلاطون بعضاً منها أنّها شيّدت المعابد الضّخمة والقصور الفارهة و غزت عدّة حضاراتٍ شرقاً وغرباً، فكانت ذات قوّةٍ بحريّةٍ غزت معظم بقاع العالم، كما كان لها حكومةٌ متطوّرةٌ وشعب نبيل يمتلكُ العلمَ والمعرفة والخبرات الفنّية الّتي مكّنَتْهُ من تشييدِ تحفٍ معماريّة لم يسبق لها مثيل و
لم يعرف التّاريخ مثلها أبداً.
سكنوا في قارّة مشهورة تدعى أطلانطس، إلا أنّها تدمّرت بالكامل بعد حدوثِ طوفان عظيم، وقد ظلّت هذه القارّة أسطورة بعدما تحدّثت عنها المخطوطات القديمة وأفلاطون في وصفه للمدينة الفاضلة، كما هناك مخطوطة مصريّة قديمة تشير إلى أنّ هناك أحد الفراعنة طلب من أحد وزرائه تسيير رحلة بحريّة إلى الغرب للبحث في مصير المدينة المفقودة، فكانت اكتشافات جديدة أهمّها مدينة طروادة الأسطوريّة الّتي انتشرت حولها الكتابات والأشعار وصراعات بعض آلهة الأغريق ، والآثار الّتي وجدت في أعماق البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، من هنا بدأ الإعتقاد بأنّ وجود تلك المدينة كان حقيقة.
وقد استحوذت هذه المدينة على خيال الفلاسفة والمفكّرين على مرّ الزمن، وقام الكثيرون بالمغامرات من أجل البحث عن هذه المدينة الّتي تتمتع بجمالها الطبيعي وغناها بالثّروات الكثيرة.
ويقول الدّكتور راينر وهو خبير في جامعة أدنبره الاسكتلندية
:” إنّ السّهل الّذي ذكرَه أفلاطون في وصفه لأطلانطس ربّما يكون السّهل الممتدّ من السّاحل الجنوبيّ لأسبانيا إلى الشّمال حتّى تصل إلى مدينة إشبيلية”.
كما أنّ هناك خبراء في علم البحار من البعثة الأمريكيّة أعلنوا عن العثور على مدينة غارقة منذ 50 ألف عام وأنّ مضيق جبل طارق في إسبانيا هو بوابة المدينة، حتّى أنهم عثروا على سور طوله 120 كيلو متر في المحيط الأطلسي.
ويفترض الدّكتور فروند وفريقه أنّ هذه المدينة تدمّرت بسبب تسونامي وذلك استناداً إلى نتائج دراساتٍ سابقة قام بها باحثون إسبان تمّ نشرها قبل سنوات.
وحتّى يومنا هذا تظلّ أسطورة أطلانطس غامضة. وعلى الرّغم من ذلك إذا قمت بالبحث على شبكة الإنترنت ستجد آلاف الصّفحات الّتي تتحدّث عن هذه المدينة وافتراضات ومحاولات لاحدود لها للعثور عليها.
ورغم ذلك إنّ شغفَ البشريّة للعلم لاينضب، ومع التّقدّم العلميّ السّريع سينكشف حتماً كلّ الغموض المحيط بتلك الحضارة وغيرها.