حين تظنُّ أنّها النهاية… كُنْ على يقينٍ أنها بدايةٌ أُخرى

حين تظنُّ أنّها النهاية… كُنْ على يقينٍ أنها بدايةٌ أُخرى

كتابة وتدقيق : منى غالب جمعة

على حافَةِ الانهيار، حيثُ تتلاطَمُ في داخِلِكَ كُلُّ الأمواجِ المُتعبة، وتَشعُرُ أنَّ العالمَ من حولِكَ يَضيق، والضوءُ يَبهُت، والطريقُ يَختفي… قد تَظنُّ أنَّكَ وَحدَك، أنَّ قُوَّتَكَ خَذَلَتْك، وأنْ لا طاقةَ فيكَ للاستمرار. لكنْ مَهْلًا… هذا ليسَ الانكسار، بلْ بدايةُ التغيير.

الانهيارُ لا يَعني الفَشَل، بلْ يَعني أنَّكَ قاومْتَ كثيرًا، وصَمَدْتَ طويلًا، وآنَ الأوانُ لتُعيدَ التَّوازُن، لا أنْ تَستسلم. حينَ تَصلُ إلى أَقصى التَّعب، اعلَمْ أنَّ تلكَ اللحظةَ هي أَكثرُ لحظةٍ تحتاجُ فيها أنْ تَتَمَسَّكَ بنفسِك، أنْ تُؤمِنَ أنَّها سَحابةٌ وسَتمرّ، وأنَّكَ أَقوى مما تَظنّ.

لا تَخجَلْ مِن ضَعفِك، ولا تَخَفْ مِن دَمعِك، ولا تَفِرَّ مِن شُعورِكَ بالإنهاك… فقطْ لا تَنمْ فيه. انهَضْ، حتّى لوْ على مَهْل، وتَذَكَّرْ أنَّ كُلَّ مَن تَألَّم، نَضِج، وكُلَّ مَن نَضِج، انتَصَرَ بطريقةٍ أو بأُخرى.

الحياةُ لا تَختبرُنا لِتَكسِرَنا، بلْ لِتُظهِرَ فينا ما لَمْ نرَهُ مِن قبل. لا تَتَوَقَّف، لا تَستَسْلِم، فَكُلُّ خُطوةٍ صَغيرةٍ وَسْطَ التَّعب… تُقَرِّبُكَ مِن النُّور. وما أَجملَ النُّورَ حينَ يَأتي بَعدَ ظُلمة، وما أَروعَكَ حينَ تَنهَضَ مِن حافَةِ الانهيارِ بِقَلبٍ أَقوَى وَرُوحٍ أَنقَى.