مقال بقلم الزّميلة: زينب محسن
تدقيق فاطمة الموسوي
اشراف هادي نصار
فِي عالمٍ ييضُجُّ بالصّراعاتِ وَالأحداثِ الكُبرى، قدْ تَبدُو خُطوبةُ شَخصيتينِ مُؤثرتينِ حدثاً عابراً، لكنَّ خُطوبةَ ” أوسِي وَشِيرين ” تَجاوَزَ كَونَهُ مُجردَ إحتِفالٍ عَاديٍّ لِيُصبحَ مَوضُوعاً أثارَ نِقاشاً واسِعاً وَجَدلاً عَبرَ وَسائِلِ الإعلامِ وَمَواقِعِ التَّواصُلِ الإجتِماعِيّ.
أسامة مَرْوَة، الشّخصيةُ المَحبُوبةُ ذَاتُ الحُضُورِ اللّافِت. وَشِيرين عَمارَة، المَعروفةُ لدَى رُوّادِ التّواصُلِ الإجتمَاعِيِّ جَذَبتْ إنتبَاهَ الجَميع.
تَزامَن وقتُ الخطوبةِ مع فتراتٍ صعبةٍ تمُرُّ بِها المِنطقة، حيثُ يعيشُ لبنانَ أزمةَ حربٍ على جميعِ الأصعِدة ، وغزَّةَ الّتي تُواجهُ ظروفًا إنسانيّةً مأساويّةً بسببِ الحربِ المُستمِرّة.
ويكمُنُ الإنتقادُ هُنا بالرَبطِ بينَ حدثٍ عرضيٍّ كهذهِ الخُطوبَةِ والقَضايا الكُبرى الَتي يعيشُها العالَمُ وأهمُّها طوفانُ الأقصى وحربُ لبنان.
واللّافِتُ هُنا تَسليطُ الضوءِ وجعلُ خُطوبةِ شخصينِ (مشهورَينِ) قضيَّةَ عالمِ التَّواصُلِ في وقتٍ نعيشُ فيهِ ألفَ قضيَّةٍ نمُرُّ عليها مُرورَ الكِرامِ . ولا يُمكِنُ إلقاءُ اللَّومِ على أشخاصٍ قرّروا الإحتِفالَ في هذا الوقت ، لكنّ المسألَةَ تَكمُنُ فِي احترامِ معاناةِ الآخَرين .
رغمَ كلِّ هذا الألمِ، يبدو أنَّ العالمَ قد اعتادَ على أخبارِ غزّةَ ولُبنان. فالتّصريحاتُ الدّوليّةُ كالعادةِ مُجرّدُ كلماتٍ مُكرّرةٍ دونَ أيّ خطواتٍ فعليّة. حتّى المؤسّساتُ الإنسانيَّةُ، رغمَ جهودِها، تُعاني مِن نقصِ الدّعمِ والتّمويلِ لمُساعدةِ سكانِ القِطاع لُبنان .
أمّا على المُستوى الشّعبيّ، فقَد أصبحَ التّضامُنُ مَع غزّة موسِميّاً، يظهرُ فَقط أثناءَ التّصعيدِ العسكرِيِّ، ثُمّ يتلاشَى تدريجياً مَع انشغالِ النّاسِ بقضَايا أخرى، بينَما التّضامُنُ مَع لُبنانَ أصبَحَ يُرمَزُ إليهِ بصورَةِ الأرزةِ والشَّمعة .
والحقيقةُ الجليّةُ أنَّ : غزَّةَ ولُبنانَ لَيسوا فقَط قَضيّةً ، بَل اختباراً لضَميرِ العالَمِ ومُستقبَلِ الأجيال، وحضارَةُ شعوبٍ لَن تسقُطَ بفعلِ غَوغائيَّةِ احتلالٍ .
إنّ استِمرارَ الصَّمتِ أمامَ ما يحدُثُ يعني القُبولَ بالظُّلمِ والقَتلِ ومشاهِدِ الدِّماءِ ودمارِ التّاريخِ وانحطاطِ الإنسانيّة…
هُنا ينعكِسُ الوجهُ الحقيقيُّ للمُعاناةِ السّائدةِ وتَتجلّى الصّورةُ بالوانِها الحَمراءِ أمامَ عدسَةِ الحَقيقةِ المُرّة، الّتي جعلَت منّا نُحاوِرُ ونَنتقِدُ ونُناقِشُ قضيَّةً ثانويَّةً في خِضمِّ وجعِ العالَمِ ومأساةِ أعرقِ الشُّعوبِ بدَلَ أنّ نَصُبَّ وابِلَ طاقاتِنا وأهدافِنا عَلى ما يحصُل، فانقسمنا بدَلَ توحُّدِنا وانشَغلنا مؤَيِّدينَ أو ناقدينَ بخُطوبَةِ مشاهِير !!