ماتَتْ الفُرصُ و غَرقَ صاحِبُ النَّصيبِ في بحرٍ ملوَّثٍ دونَ وعيٍ ، حاوَلَ أن يُنقِذَ حياتَهُ العاطفيَّةَ بطرُقٍ عدَّةٍ لكنَّهُ فشِلَ و أصبَحَ يعيشُ في خيانَةٍ نفسيَّةٍ لا يُمكنُني أن أعتَبرَها بَشِعَةً لأنَّها أسوأُ من ذلكَ بكثيرٍ.
عاشَ في وهمٍ، تخيَّلَ أنَّهُ يملِكُ الدُّنيا بذكاءٍ خرافيٍّ ولكنَّ الحقيقَةَ تُظهِرُ العَكسَ ، غبيٌّ لدرجَةٍ لا توصفُ .. دَمَّرَ نفسَهُ و حطَّمَ مشاعِرَهُ في لحظَةٍ سوداءَ، لماذا؟
شخصيَّةٌ مميَّزَةٌ كامِلةٌ لكن غيرَ مكتَمِلَةٍ تحمِلُ في طيّاتِها نجاحاتٍ عديدَةٍ و اسمٌ يُلوِّحُ في عالَمِ النَّجاحاتِ الواسِعِ ، للأسفِ يَفتَقِدُ شيئًا واحِدًا دونَ سواهُ و هو التَّخطيطُ لحياتِهِ العاطفيَّةِ، لا أعلَمُ إن كانَ العملُ هو سبَبُ تفَكُّكِ حياتِهِ الشَّخصيَّةِ.
خانَ نفسَهُ دونَ وعيٍ أعطى العديدَ من الفُرصِ لأشخاصٍ تافهينَ لا يَستحقّونَ تلكَ الفُرصَ!
كلُّ هذا بسبَبِ الفراغِ العاطِفيِّ الذي أنهَكَ قلبَهُ و جسدَهُ و في ليلَةٍ قد غابَ قمرُها، وقعَ في حبِّ شخصٍ حقيقيٍّ و المشاعِرُ تبادَلَتْ حتّى حدَثَ ما لمْ يكُن بالحُسبانِ، إتِّهامٌ بالخِيانةِ قد وقعَ!
لا أجزُمُ أنَّهُ أخَطأ في حقِّ نفسِهِ قبلَ غيرِهِ ولا أنكُرُ أنَّهُ لعِبَ على حبلٍ كُتِبَ عليهِ خَطرُ الانزلاقِ ولكنْ لا يمكِنُ أن نصُبَّ اللَّومَ عليهِ.
فمِنَ الطَّبيعيِّ من يفتقد لامر يريده يحاول ايجاده بكلِّ السُّبُلِ و الطُّرقِ.
نحنُ نعيشُ في غابَةٍ مليئَةٍ بالوحوشِ البشريَّةِ المُفتَرِسَةِ فاقِدي الضَّميرِ و عديمي الأخلاقِ ،مُتباهينَ بأنفُسِهم أنَّهُم عنوانُ العِفَّةِ أمّا في الواقِعِ هُم عنوانٌ مميَّزٌ للعُفونَةِ و الرَّوائِحِ الكريهَةِ التي تَنبَعُ من داخِلِهِم بسبَبِ طينَتِهِم المغشوشَةِ .
شُكرًا للرب الذي يَسنُدُنا لنتمَكَّنَ من إيجادِ القوَّةِ، عُذرًا من الحبيبِ الذي اتَّهَمَنا بالخيانَةِ دونَ معرِفةِ الأسبابِ ، شُكرًا لأولائِكَ الأشرارِ الذينَ ساهَموا في تدميرِ روايَةِ حُبٍّ صدَرَتْ من بعدِ معاناةٍ طويلَةٍ.
إنَّهُ الحُبُّ يَغدِرُ من يتوبُ عن أخطائِهِ و يَغفِرُ لمَنْ غرِقوا في بحرِ الأوهامِ !
وداعًا يا من كنْتَ عنوانًا لحُبٍّ بريءٍ .. وداعًا.
