رسالة وزير التربية والتعليم العالي الموجهة إلى الأسرة التربوية

رسالة وزير التربية والتعليم العالي الموجهة إلى الأسرة التربوية

رسالة وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ، الموجهة إلى الأسرة التربوية لمناسبة عيدي العلم والاستقلال للعام ٢٠٢٤ :

يأتي عيد استقلال وطننا العزيز لبنان هذا العام ، والعدو الإسرائيلي يتمادى في عدوانه الآثم والإجرامي عليه ، إذ أنه يقتل الأبرياء بالعشرات يوميا ، ولا يميز بين تلميذ وطفل وأم أو مسن ، بل يسحق بالنار المنازل ويشرد العائلات .
وأمام هول هذه المأساة الفاجعة التي زاد عدد شهدائها عن الثلاثة آلاف ، وأضعافهم مضاعفة من الجرحى والمنازل والأملاك المهدمة والمحروقة ، نقف مع الأسرة التربوية جمعاء على كل المستويات والإتجاهات ، لنرفع الصوت نحو أصحاب القرار في دول العالم المؤثرة في هذا العدو الهمجي ، مطالبين بوقف النار وإنهاء الحرب وتطبيق القرارات الدولية التي تحمي الكيان اللبناني وتنهي الصراعات والحروب المتوالدة في المنطقة .
إننا نعلن اليوم واكثر من أي يوم مضى ، تمسكنا باستقلال لبنان ، وترابطنا مع بعضنا البعض وبخاصة مع إخوتنا الذين لم يترك لهم الإحتلال سقفا يعيشون في ظله ، أو عائلة او قريبا ينعمون بدعمه .
كما نعلن تمسكنا بالعلم والمعرفة لكي نتمكن من أن نكون أقوياء بعلمنا وثقافتنا ، فنعزز وحدتنا الوطنية وتماسكنا المجتمعي ، ونتآزر في الشدة لكي نستمر في مقاومتنا للعدو ،بالفكر والعلم والإرادة الوطنية الجامعة ، التي تنتصر على الجراح وتداويها بالأمل والعنفوان والإرادة الصلبة ، لإعادة بناء ما تهدم على أسس صلبة وقابلة للاستمرار .
إن الأسرة التربوية بكل مكوناتها من إداريين وموظفين ومعلمين ومتعلمين وأهل ، مدعوة إلى أن تشكل قاعدة اللحمة الوطنية وعصب استعادة السيادة وتكريس الإستقلال ، وذلك بالتحلق حول محور الدولة بعلمها ومؤسساتها وقواها العسكرية والأمنية ، وباحترام القانون والنظام والتعاضد بين جميع اللبنانيين من أجل استقلال ناجز مرتكز إلى أسس سليمة .
كما أنها مدعوة للمحافظة على تنفيذ خطة الوزارة الهادفة إلى إنقاذ العام الدراسي بكل الوسائل المتاحة ، لأن خسارة كهذه لا توازيها أي خسارة أخرى .
في هذا اليوم الكبير نعزي أهالي الشهداء وخصوصا من افراد ألسرة التربوية العزيزة ، وندعو إلى شفاء الجرحى ، ونستصرخ الضمائر العالمية لكي تدعم لبنان الجريح والمهدم ، والذي يأبى أن يستسلم لليأس ، بل يسعى بكل ما تبقى لديه من قوة ، ليقف مجددا ويعيد البنيان .
إننا متمسكون باستقلالنا على الرغم من العدوان والدمار ، ومتمسكون بعلمنا الذي يعبر عن وحدتنا في كل زمان ومكان ، وكلنا أمل بأن تكون هذه المرحلة آخر الحروب والنكبات .
وكل عيد استقلال والتربية وكل لبنان بخير