سيناريوهات التضليل(سجن رومية:مقبرة الأحياء) ✍🏼مقال بقلم شذى حسن

سيناريوهات التضليل(سجن رومية:مقبرة الأحياء) ✍🏼مقال بقلم شذى حسن

في ضوء المشاكل والازمات التي تقع في لبنان يُتوّج السجن كمسألة على قمة الازمات ، تداعيات كثيرة تهمُّ في الوسط لا سلطة ولا نقل صريح فهل السجن اضحى مقبرة الاحياء؟

ثلاث ابواب تؤدي بك الى السجن ؛ (الجشع،الغضب،السلطة)تعرف السجون في منطقة الشرق الأوسط بانعدام القانون وغياب شروط الصحة ونقص الخدمات، حتى أصبحت مؤسسة عقابية وليست إصلاحية تعنى بإعادة تأهيل المساجين للحياة الاجتماعية، والسجون اللبنانية ليست استثناء، فقد كشف تفشي فايروس كورونا الحالة المزرية لهذه المؤسسات التي أصبحت مكانا لتخريج المجرمين والمنحرفين ، بعدما توخت العدسات مرئيًا وسمعيًا ايصال ال(عز) الذي يعيشه السجناء، اذاً دعونا نصيغها كالتالي

سجن_استخفاف_غياب رقابة _ تضليل _إنحراف.

هذا هو الواقع المخضرم في سجون لبنان بحيث انه لا يوجد إصلاح داخل السجون في لبنان، ومن يدخل السجن يخرج منه أكثر انحرافا، بسبب الاختلاط بين المجرمين ومرتكبي الجنح، ما يؤدي إلى اكتساب السجين معرفة بكل أنواع الجرائم والجنح. وغالبية السجناء يعودون إلى السجن بعد إطلاق سراحهم وهذا سنتناوله بالفم الملآن مع ما كشفته عدسة القنوات الاعلامية والبرامج لاحقًا التي تسلط الضوء على مسألةٍ لا تبصر نظر الساسة وسبق وابصرت واقع تشويه الحقائق والبت في مواثيق لا تمت الواقع بصلة.

روت رئيسة الهيئة اللّبنانيّة للعقارات والناشطة الحقوقية، أنديرا الزهيري تفاصيل زيارتها لسجن رومية:” استوقفني ليس صفتي كحقوقية انما بصفتي رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات فأخذت بالتمعن في المبنى الذي غابت عنه كافة معايير الدنيا للسلامة العامة والحد الادنى من المكان اللائق لجهة النظافة ولجهة الصيانة الهندسية والانارة حيث ان الادراج المؤدية الى العنابر تكاد الظلمة تسيطر عليها إما بسبب هندسة المبنى إما لان الانارة محروقة ولا يمكن أن ننسى انبعاث الروائح والعفونة والرطوبة التي يكاد المرء أن يتقيأ من شدتها وكلها تدل على فقدان المعايير الصحية وسلامة المساجين وما يمكن ان ينقل من عدوى او امراض متناقلة فيما بينهم او فيما بينهم وبين اهلهم فأين الصورة الجميلة التي غردَّ بها وزير الصحة عن حرصه باتباع الاجراءات؟”

في لبنان يوجد 25 سجنا، من بينها 19 للرجال و4 للنساء، وسجن للأحداث وآخر للقاصرات وجميعها في طليعتها انعدام الرقابة والحقائق خصيصًا سجن رومية. رومية ان حكى لأخبر عن الف قصةٍ وقصة ففي هذا السجن المركزي يعيش اكثر من ثلاثة آلاف سجين يُحشرون في مبنى شُهد لاحتواء الفٍ وخمسين سجينٍ فقط ، يعاني هؤلاء من بلاء الاكتظاظ الشديد ويشكون من ظلم ما يتم تداوله على المرء من تشويهٍ للحقائق.

هذا التضليل الذي مارسته السلطات لم يكتفي بحرق الحقائق وحسب فقد اودى بحياة السجناء الذين طالبوا اما بتخفيف الاكتظاظ او بتأمين المعقمات او العفو العام لمن اوشك على انتهاء محكوميته وبعد ان حتم الامر التضليل فرّوا من السجن وانتهى الامر بوفاة بعضهم .

فلطالما وصل الصوتُ غاضبًا باكيًا ناقماً متمردًا ،هنا زمنٌ من الاهمال والاستهتار بحقوق البشر والحجر معًا وسرقة اموال اعمار وتأهيل هذا السجن الكبير، المخدرات مرَّت من هنا وسجن رومية ما هو الا قنبلة موقوتة لتفجر سجناءٍ قضوا بجرعاتٍ زائدة ، لطالما نقلت صور الضرب والتعذيب وصور اجساد ملتهبة بفعل العنف القائم، هنا قفلت ابواب العدالة فاصبح السجناء يعاقبون مرتين الاولى لغياب العدالة والثانية بفعل التشويه للحقائق وتضليلها .

فالأمر يشبه تحريك المياه لإصلاح اعوجاجه ولكن عبثًا تحاول ، من الممكن ان يكون الوضع مغاير في البلدان الاخرى ولكن الوضع هنيها اخذ على عاتقه دفن المجرم لا تأهيله ، تصفيته لا تخليقه ،تدميره لا بناءه وتضليل صوته لا تفعيله.