صِحَّةُ الإنسانِ تبدأُ مِن أفكارهِ و نظرتهِ للأمورِ و مَدى تفاؤلهِ أو تشاؤمهِ، لذا فإنَّ إبقاءَ عقولِنا خاليةً من الأفكارِ والقراراتِ السّلبيةِ أمرٌ ضروريٌّ للغايةِ خاصّةً خِلالَ هذهِ الأوقاتِ والظّروفِ الصعبةِ . علينا التّوقف عِن طحنِ أنفُسِنا تحتَ أفكارٍ تَتسِمُ بالقلقِ و الخوفِ بناءً على تجاربٍ غيرِ موفّقةٍ، كفقدانِ وظيفةٍ أو إنهيارِ زواجٍ أو حوادثَ سيئةٍ في الطُّفولةِ، و مواصَلةِ التّفكيرِ بِها مِراراً و تِكراراً، هذهِ النِّقاطُ تُثيرُ الأفكارَ السّلبيةَ في أذهانِنا وحتّى في بعضِ الأحيانِ ترتفِعُ هذه الأفكارُ السّلبيةُ إلى أفكارٍ انتحاريَّة، لذلكَ من المُهمِّ جدًا العُثورُ على سببِ الأفكارِ السّلبيَّةِ في أقربِ وقتٍ مُمكن.
كيف تُغيرُ طَريقةَ تفكيركَ السّلبية؟
المُشكلةُ الرئيسيَّةُ الّتي تؤدّي إلى الإصابةِ بمرضِ الصِّحةِ النَّفسيةِ هي العقليّةُ السّلبيةُ والتفكيرُ السّلبيُّ، يُمكنُ التغلُّبُ على هذه العقليةِ السّلبيةِ والتّفكيرِ بطُرقٍ عديدةٍ، فمِن خلالِ الاتساقِ يُمكنُ لأيِّ شخصٍ أن يخرُجَ مِن التفكيرِ السلبيِّ والقيامِ ببعضِ التَغييراتِ في عاداتِ نمطِ حياتهِم وما إلى ذلك.
1.الإفراطُ في التّفكيرِ
الإفراطُ في التَّفكيرِ هو أخطرُ الطُّرقِ المؤكَّدة الّتي تؤدّي إلى إنخفاضِ الصّحةِ العقليَّةِ وبالتالي تؤدِّي إلى حالةٍ ذِهنيةٍ سلبيَّة. عندما يكونُ لدينا أوقاتُ فراغٍ طويلةٍ، فإنَّنا نَميلُ إلى التّفكيرِ في الأشياءِ المُتعلِّقةِ بذكرياتِنا الماضيةِ أو القلقِ بشأنِ المُستقبلِ، و معظمُ الأوقاتِ نفشلُ في عيشِ الحاضِر، و هذا يؤدّي إلى تَدفُّق الأفكارِ غيرِ الضَّروريّة في أذهانِنا، فمِن خلالِ التّفكيرِ المُفرِط نفشلُ في ملاحظةِ الأشياءِ السّعيدةِ التي تحدثُ لنا، وبالتَّالي نحنُ أنفسنا نجعلُ حياتَنا بائِسةً، لذا فإنَّ إحدى طرقِ التوقُّفِ عنِ التَّفكيرِ الزائِد هِي إبقاءُ أذهانِنا مشغولةً وعدمُ منحِ أنفُسِنا وقتًا للإفراطِ في التَّفكير. يَجبُ أن نبدأَ العيشَ في الحاضِر بدلاً من التَّفكيرِ في الماضي أو المُستقبلِ بطريقةٍ سلبيّة.
2.توقَّف عن قراءَةِ الأخبارِ أو القِصص السَّلبيّة،
في الوقتِ الحاضِر ، تمتلئُ الأخبارُ و القِصص التي نحصُل عليها من وسائِل التَّواصلِ الاجتماعيِّ أو القنواتِ الإخباريّة بالأخبارِ الكاذبةِ والقصصِ السلبيةِ. أحيانًا تكونُ الأخبارُ التي نحصُلُ عليها مِن وسائلِ التواصلِ الإجتماعيِّ غيرَ ضروريَّةٍ بالنِّسبةِ لنا. لذا فإنّ أفضلَ طريقةٍ لتجنُّبِ مثلَ هذه الأخبارِ أو القصصِ هي التَّوقُّف عن رؤيةِ تلك القنواتِ الّتي تؤثِّرُ على طريقةِ تفكيرِنا و تجعَلُ مزاجَنا ضعيفًا ومملًا. إنّ بدءَ أيامِنا بالهاتِف المحمولِ هو أكثَر الطُّرقِ غير المرغوبِ فيها ، لذا لا يَجِب أن نبدأَ أيَّامنا بسلبيةٍ. إبدأ في التّركيزِ أكثرَ على الجانِبِ الإيجابيِّ لكلِّ شيءٍ وانفصِل عن كلِّ ما يجلِبُ السّلبيةَ إلى حياتِك. إبدأ في رؤيةِ الحياةِ عن طريقِ العَملِ على حياتِكَ الخاصّة.
- ابدأ أيامكَ بتأكيداتٍ إيجابيَّةٍ
التأكيداتُ الإيجابيَّةُ هي تلكَ الكلماتُ الّتي يَجبُ قولُها لأنفُسِنا لنَكونَ سُعداءَ وإيجابييّنَ، مثل “يمكنُني فعلُ هذا” ، “لا شيءَ مُستحيل” ، “سيكونُ يومًا رائعًا” وما إلى ذلك يُمكنُ أن تَصنعَ العجائِب. إن بدءَ يومٍ بمثلِ هذهِ التأكيداتِ الإيجابيةِ لا يَجلِبُ الإيجابيَّة في حياتِنا فَحسب ، بلْ يَجعلُنا أيضًا أكثرَ حماسًا وسعادةً طوالَ اليوم. فهذهِ الطاقةُ تُبقينا هادئينَ وتساعِدُ في تحديدِ أهدافٍ أكثرَ وضوحًا. من خلالِ التأكيداتِ الإيجابيّةِ نَميلُ إلى تحديدِ الأهدافِ الّتي يُمكنُنا القِيامُ بِها وتعزِّزُ الإبداعَ والإبتكار. - بدءُ هوايةٍ
إنّها الطريقةُ الأكثرُ فائدةً في تطويرِ نمطِ الحياة. لدينا جميعًا مَوهبَة خفيَّة لا تظهرُ بسببِ نَمطِ حياتِنا المُزدحِم. مِن خلالِ بدءِ هوايةٍ ، يُمكنُنا الحِفاظُ على أفكارِنا مُركزةً وهادئِة، و بذلكَ انشغالُ تفكيرُنا بأشياءٍ إيجابيةٍ مُفيدَة.
5.إقضِ وقتاً مع العائِله
الأُسرةُ هي أعظَمُ قوّةٍ في حياةِ أيّ شخصِ، قضاءُ وقتٍ مُمتِع مع أفرادِ الأُسرةِ يَقضي على أي أفكارٍ سلبيَّةٍ في حياتِنا، كَما تُساعِد مشاركةُ أفكارِنا مع أفرادِ العائِلةِ عقولَنا على الاسترخاءِ والتّحرُّر.
في ظلِّ الظّروفِ الصَّعبةِ التّي تَتخلَّلُ حياةَ الأشخاصِ وتأثيرَها السَّلبيّ على النَّفسية، لا بُدُّ مِن تركِ المجالِ للتَّفكيرِ الإيجابيِّ طريقاً لتحسينِ صحَّتهِم النّفسيّة، وتحقيقِ الرّضا الدّاخليّ، والقناعَةُ الذّاتيةُ والسّعادة لديهِم. ومِمّا لا شكّ فيهِ أنَ ما يَنبُت داخلَ الفردِ ينعكِسُ على تعامُلاتِه مع الآخرينَ وشخصيَّته ككُل، فمَن يتمتّعونَ بإيجابيَّةِ التّفكيرِ لا يعني أنَّهم لا يواجِهونَ أيَّ مُشكِلاتٍ، وإنَّما ينظُرونَ إليها كَوسيلةٍ للحُصولِ على الأَفضَل، نتيجةَ إيمانِهم بأنَّ هناكَ شيئاً مُرضِياً في نهاية الأمر.
حياتُك عِبارةٌ عِن قِصَّةٍ مِن عِدّةِ فصولٍ فإذا كانَ فيها فَصلًا سيئًا فلا يَعني ذلك نِهايَتها لِذلك، توقَّف عِن إعادةِ قراءَةِ هذا الفَصلِ، وافتَح صَفحةٍ جَديدَةٍ.