ويتوقَّفُ الوقتُ ولكنَّ عقارِبَ السّاعةِ ما زالَت تدورُ،ويتوقّفُ الوقتُ حينَ ينتهِي اللِّقاءُ وتتلاشَى الأنفاسُ المُبعثرَةُ لتختَصِرَ كُلَّ لحظَةِ صَمتٍ مِن ذَلكَ الفُراق .
أفْلَتُّ يَدَهُ ومَضَيت ُدونَ أنْ أنظُرَ مَرَّةً للخلفِ، دونَ أنْ يتملَّكني الإرتِباكُ الّذي سيَجعلُني أركُضُ نحوَهُ وأضُمَّهُ وأقولَ لَهُ أعلَمُ أنَّكَ تتألَّمُ حقا ً،أعلمُ أنَّ لحظاتِ الوَداعِ الّتي تَراها قاسيَةً عليكَ، هِيَ أقسَىى علَيَّ بَل و أكثَر.
مَضَيتُ وكأنّي أقولُ لنَفسيْ:” لَنْ أعودَ لتِلكَ الذِّكرَيات”، ومَضيتُ في الطَّريقِ ، هُناكَ حيثُ لَم أجِد الماءَ ولَم أستَنشِق أيّ هَواء، هُناكَ حيثُ جَليدُ البُركانِ يملأُ المَكان ، صَرخَ عُودِي، لكِنّني لَم أعُد أُبالِي، صَرخَ عُودِي، لكِنَّني لَم أُحرِّك ساكِناً…
تَرَكتُ جُروحِي وغسَلتُ دُموعِي لأرتَدِيَ ثَوبَ الإصرار، بِخُطواتٍ جَديدَةٍ، لَن أنظُرَ للخلفِ ولَن أُعاوِدَ النّظَرَ خِلسَةً عليهِ، فكُلّ ما قدَّمَهُ لِي كانَ الألَم،كُلُّ ما حَصَدتُهُ مِن تِلكَ العَلاقَة كانَ التَّعَب ،لَن أكَرِّرَ العِتاب ولَن أواصِلَ بناءَ روحِهِ على حِساب تَهديمِ ذاتِي .
سأرحَلُ الآنَ، سأواصِلُ خُطُواتِي وقَد إتَّخَذتُ قَراري ومَضيتُ بإصرارِي .