مقال بقلم ريم محمد عيد رمضان
تدقيق: منى غالب جمعة
القراءةُ ليستْ مجردَ تسليةٍ، بل هي استثمارٌ طويلُ الأمدِ في مستقبلِ أطفالنا، تفتحُ لهم آفاقَ المعرفةِ والخيال، وتمنحُهُم مفاتيحَ الإبداعِ والتفكيرِ النقدي. هذه العادةُ تبدأُ بصفحاتٍ قليلة، لكنَّ تأثيرها عميقٌ وشامل. ويبقى السؤالُ المهم، كيفَ يمكنُ للقراءةِ التي قد تبدأُ كعادةٍ بسيطةٍ أن تتحولَ الى استثمارٍ طويلِ المدى؟
للقراءةِ فوائدَ جمّةٍ للأطفال، أبرزُها تنميةُ اللغةِ والتواصل،فالانغماسُ في الكتبِ يعرضُهم لمفرداتٍ وتراكيبَ لغويةٍ متنوعة، مما يحسنُ قدرتَهم على التعبيرِ بثقة، كما توسعُ القراءةُ الخيالَ والإبداع، حيثُ تأخذهُم إلى عوالِمَ جديدةٍ وتحفزُهم على ابتكارِ الأفكار.
لا يقتصرُ تأثير ُ القراءةِ على الجانبِ اللّغويِّ والإبداعيِّ، بل يعززُ التفكيرَ النقديّ من خلالِ تحليلِ المعلوماتِ وتقييمِ الأفكار، كما تحسنُ التركيزَ والانتباهَ لدى الطفل.
إضافةً إلى ذلك، تعززُ القراءةَ العلاقةَ بين الآباءِ والأطفالِ من خلالِ الوقت المشتركِ والذكرياتِ الجميلة.
لجعلِ القراءةِ عادةً محببة، يجبُ أن نبدأَ مبكراً، ونجعلَ التجربةَ ممتعةً بكتبٍ مشوقةٍ وأساليبَ تفاعليّة، وتخصيصِ وقتٍ محددٍ لها، وأن نكونَ قدوةً لهم، واصطحابهم إلى المكتبات حيث نشجعهم على الاستكشاف.
ختاماً، غرسُ حبّ القراءةِ في قلوبِ أطفالنا هو زرعٌ لبذرةٍ ستثمرُ في مستقبلهم، وتمنحُهم أدواتِ النجاحِ ليصبحوا أفراداً مثقفين ومبدعين.