بقلمِ: ريان إبراهيم نجم
تدقيق: منى غالب جمعة
في عالمِنا المعاصِر، لا تزالُ المرأَةُ تخوضُ فيهِ أشرسَ معاركِها اليوميَّة، رافعةً صوتَها في وجهِ أعدائِها للحفاظِ على حقوقِها. فمَن هم أعداؤُها؟ ومَن هو المسؤولُ عن تلكَ القيودِ التي تُكبِّلُ المرأَةَ حتّى اليوم
عدوُّ المرأَةِ ليسَ برجلٍ أو ما شابه، بل منظومةٌ متشابكةٌ من الثّقافةِ والعاداتِ والمخاوفِ تغلغلَت في مجتمعاتِنا عبرَ الزّمن، وفرضتْ على المرأَةِ متاهاتٍ لا حدودَ لها، تشعرُ بوطأتِها في كلِّ مرحلةٍ من حياتِها. فعلى سبيلِ المثال، الطاعةُ فضيلة، والصمتُ حكمة، والتّضحيّةُ قدر.
الجهلُ أوَّلُ هذهِ الأعداء، حينما تتحوَّلُ الأسرةُ من بيئةِ دعمٍ إلى دائرةِ ضبط، حينما تُحرَمُ الفتاةُ من التّعليمِ أو من توجهِها الأكاديميّ، حينما تتماشى مع متَطلباتِ مجتمعِها لا مع ميولِها، حينما تُتَّخَذُ قراراتُها بالنّيابةِ عنها بدافعِ الحُبِّ أو الخوف، تُزرَعُ أولى بُذورِ القمع.
ثمَّ تأتي التقاليد، تلكَ التقاليدُ المتوارَثَةُ التي تُكبِّلُ حريّةَ المرأَةِ وتُحاصرُها، وتصفُها “بالنّاجحةِ” إنْ التزمَتْ بدورٍ اجتماعيٍّ محدَّدٍ لها، تلكَ التقاليدُ التي تحكمُ على المرأَةِ من مظهرِها وطموحِها وتُمارسُ ضدَّها رقابةً جماعيةً.
ربما كانَ أخطرُ الأعداءِ هو الصّمت. صمتُ النساءِ أنفسِهِنَّ، فالمرأَةُ التي تُربِّي ابنتَها على الخضوعِ دونَ وعي، أو بدافعِ الخوف، فإنَّها تُعيدُ إنتاجَ القيودِ القاتلة، وتُكرِّرُ نماذجَ القمع.
المرأَةُ لا تُطالِبُ سوى بحقوقِها الطبيعيَّة، في التّعليمِ والعملِ والكرامةِ والقرار… فلا تنهضُ الأوطانُ إلّا إذا رُفِعَتْ عنِ المرأَةِ كلُّ القيود، وأُعيدَ الاعتبارُ لطموحِها ولصوتِها ولحريتِها. فمتى يحينُ وقتُ المواجهةِ الحقيقيَّة؟