عن ريمون إدّة: عرّاب السّريّة المصرفيّة- مقال بقلم أحمد سماحة

عن ريمون إدّة: عرّاب السّريّة المصرفيّة- مقال بقلم أحمد سماحة

أحمد علي سماحة

محامٍ وزعيمٌ سياسيٌّ لبنانيّ,ولد في 15 آذار 1913 في الإسكندرية , وهو نجل الرّئيس اللّبناني السّابق إميل إدة, بدأ حياته السّياسيّة نائباً عن منطقة جبيل وشارك في حكومة الرّئيس رشيد كرامي في عهد الرّئيس فؤاد شهاب كوزير للبرقيّات والبريد والهاتف ووزيرٍ للدّاخلية والشّؤون الاجتماعيّة, وفي حكومة الرّئيس رشيد كرامة، في عهد الرّئيس شارل الحلو، تسلّم حقيبة وزارة الأشغال العامة ووزارة التّصميم العام ووزارة الزّراعة ووزارة الموارد المائيّة والكهربائية.

نوفمبر 1943 حصل لبنان على استقلاله الكامل بعد الاستعمار الفرنسيّ الّذي دام ما يقارب ال 24 سنة, حيث أخذ اللّبنانيّون بالبحث عن سبل لرفع مستوى اقتصادهم وتقليل اعتمادهم على الخبرات الخارجيّة, ما دفعهم للقيام بعدة خطوات كان من أبرزها إصدار قانون السّريّة المصرفيّة الّذي يقضي بمنع المصارف من الكشف عن أموال العملاء لأي جهة كانت إلا في حالاتٍ نادرة جدّاً، الأمر الّذي اقترحه المحامي ريمون إدّة بعد انبهاره بالنّظام المصرفي في سويسرا وبدأ العمل فيه من سنة 1956 , حيث بدأت الودائع العربية من عائدات النّفط وأموال الزّعماء والسّياسيين ورجال الأعمال العرب والغربيّين ما زاد من احتياطه للعملات الصّعبة فأضحى لبنان بنكاً للعرب بمعدّل نموٍّ اقتصاديٍّ سنويّ وصل حينها لل 4.5% وازداد حجم الودائع إلى 5 أضعاف ,وعدد البنوك لما يقارب ال 85 بنكاً في سنة 1962
لقّب “بضمير لبنان” وذلك لأنّه كرّس حياته لخدمته ولم يتزوّج طيلة حياته, بعد تعرّضه لعدّة محاولات لاغتياله غادر لبنان في عام 1977 إلى منفاه الاختياريّ في باريس بفرنسا حيث أكمل من هناك نضالهُ السّياسيّ والدّبلوماسي في سبيل استعادة سيادة واستقلال لبنان. إلى أن توفيْ سنة 2000 في العاشر من مايو.