فقط في لبنان ، الطلاب يطلبون الغذاء لا العلم ..✍🏻مقال بقلم زينات دهيني

فقط في لبنان ، الطلاب يطلبون الغذاء لا العلم ..✍🏻مقال بقلم زينات دهيني

دقت ساعةُ الفرصة، وحانَ وقتُ الأطفالِ لتناولِ طعامِ المدرسة لكي يستطيعون الطلاب إكمالَ نهارهم ، وضجَ صراخُ الأطفالِ من سيشتري أوَّلاً … لكن الجوعَ كافرٌ ولم يَعُد بإستطاعةِ الأهالي تأمينَ طعامٍ لأولادهم بسببِ الاوضاعِ المعيشيةِ التي ذابتْ معَ انهيارِ العملةِ الوطنيةِ وارتفاعِ سعر صرفِ الدولار . يا ترى كيف سيستمرون بعضُ الأطفالِ والجوعُ يُقَّطع اجسادَهم ؟ماذا عن ذلكَ الطفلِ الذي أصبحَ يكرهُ الفرصةَ بسببِ رائحةِ الطعامِ المنتشرةِ في الملعبِ و تلكَ الدكان؟! أصبح الطفلُ ينتظرُ العودةَ للبيتِ في منتهى السرعةِ لكي يَسُدَ ذلكَ الجوعُ الذي رافقهُ طوال ساعاتِ الدراسةِ ولو بكوبٍ من الماءِ وتمرةٍ واحدة …لم تكتفِ الدولةُ اللبنانيةُ بسرقةِ شعبها من أموالٍ وأملاكٍ إلاَّ وزاد من حرمانِ الأطفالِ حقوقهم ، لم يعد الاهلُ يبلغونُ من المالِ شيئاً لشراءِ منقوشةٍ واحدةٍ لدى أولادهم ، وبعضُ الأهالي لا يملكون العملَ … وإن وجدوه لا يكفيهم ، فالعملُ الواحدُ لم يعد كافٍ ليؤمنَ مستقبل أسرةٍ ، وفوقَ هذا جميع الدولةِ اللبنانية غائبة عنِ الوجود وكلَ ساعةٍ نسمعُ بخبرِ الإرتفاعِ الجنونيِ للدولار فمنِ المسؤولُ عن اولئكَ الأطفال؟ أهذا هو الوطنُ الذي يحمي أطفالَه بجفنِ العيون؟

في بعض المدارسِ برزت ظاهرةُ الجوعِ بين العديدٍ من الطلابِ، وأُطلقت دعواتُ وقراراتُ المدراء والأساتذةِ والنُظارِ الى الأهالي يطالبون من الامهاتِ تزويدَ أَبْنَاءَهُنَّ بسندويتش إضافي ، فربما ليسَ لدى زميلِه او زميلتِه ما يأكُلُه ، وأخرى تدعو الاهلَ لعدمِ وضع العصائرِ والحلوى حفاظاً على مشاعرِ الاطفالِ الآخرينَ المحرومينَ منها.

في جميعِ الاحوال، يبقى ما يعانيهِ هؤلاءِ الاطفال أكبرُ من قدرتهم على التحمّل، ويتركُ تداعياتٍ سلبية على صحتهم النفسية والجسدية، ويعكسُ واقعَ الفُقرِ الأليم وغير المسبوقِ الذي تمرُ بهِ البلاد . وهذا ما يحددُ النقصَ لدى الطالب ويشعرُ بالتمييزِ عن رفاقهِ ومن المحتملِ أن يُصبح هناك عداوةً داخليةً بين الأهلِ والطفلِ ويعتقدُ أن اهلَهُ يفرضون التنمرَ على شخصيتهِ لدى أصدقائهِ …

كما اكتشفنا في إحدى المدارسِ الرسميةِ الموجودةِ الآن ومعَ التواصلِ مع إحدى الأساتذة أنه هنالك نسبة ٢٥ بالمئة من الطلابِ الذينَ لا يتناولونَ الطعام هذا ما أكدَّ عليهِ الناظرُ حكمًا عن دكانةِ هذه المدرسة بحيث تبقى المنقوشةُ في الصندوق وقليلٌ جدًا من يذهبُ للشراءِ ، واكتشفَ احدُ النظار بأنَ هنالك أطفالٌ تأتي برغيفِ الخبزِ فارغا فنسبةُ الشراءِ وتناولِ الطعامِ قليلةٌ جدًا وهذا ما يرجعُ للأوضاعِ الإقتصاديةِ المُنهارةِ لدى الأهلِ وبناءً على مشاعرِ الطلابِ اتخذنوا قرار لتزويد الاهلِ بالتقدير و المراعاة لهذه الظروف.

وفي هذا السياق ، بينما أنَّ هذه الدولة غائبة ولا تشعر باطفالها وطلابها يجب إيجاد حل عن طريق حملة تضامنية أو برنامج غذائي يقوم بالعمل بوجبات ضُمن إطار المدرسة لتتوزع على الطلاب أجمع ، ويأخذون نسبة نجاح الطعام هذه ستكون كمساعدة لمنع الجوع في المدرسة …