قد تكونُ الكلماتُ قوَّتَكَ! مقال بقلم ✍️زينب محسن

قد تكونُ الكلماتُ قوَّتَكَ! مقال بقلم ✍️زينب محسن

منذُ الصِّغرِ ونحنُ نتعلَّمُ تلكَ الأحرفَ الأبجديَّةَ التي تتكوَّنُ من ثمانيَةٍ و عشرينَ حرفاً لكي نُركِّبها مع بعضِها فنحصُلَ على الكلمَةِ التي هي الوسيلةُ الوحيدةُ للتَّواصلِ البشريِّ المختلِفِ و المتنوِّعِ. لكن هل فكَّرتَ يوماً بقوَّةِ الكلماتِ؟
للكلماتِ قوَّةٌ عظيمةٌ لا يُستهانُ بِها، قد تكونُ مطرًا تروي فيهِ قلبَ أحدهِم و توصِلُ النّورَ إلى قلبِهِ، وتظلُّ عالقةً في ذِهنِهِ حتى بعدَ نسيانِكَ أنتَ بأنَّكَ قلتَها، لهذا فإنَّهُ أمرٌ لا يُستهانُ بِهِ!

فلنُفكِّرْ لبرهَةٍ، كم مرَّة؟ سمعتَ كلماتٍ لم تكن تنتظِرُها او تتوقَّعَها فكانَت هي الأقوى و الأكثَرُ تأثيراً بكَ و غيَّرتَ وجهتَكَ نحو الجِهةِ المُعاكسَةِ و السَّليمَةِ فقط في بِضْعِ دقائقَ، و على النَّقيضِ فكِّر كيفَ لكلمَةٍ مؤذيَةٍ أن تحطِّمَ نفسيَّةَ إنسانٍ و تغيِّرَ وجهَتَهُ نحوَ الطَّريقِ السَّلبيِّ.
إنّها فقط كلماتٌ عبَرَتْ مَسامِعَنا و لكن يا لقُدرتِها على التَّغييرِ.

من النّاحيَةِ العَملِيَّةِ أساسُ نجاحِ أيِّ إنسانٍ مبنيٌّ على انتقائِهِ لكلِماتِهِ و طريقَتِهِ الجذّابَةِ في طرحِها، استوقَفني ذاتَ مرَّةٍ مقطَعُ فيديو لشخصٍ يُلقي فنَّ الخطابَةِ كانَ ممتِعاً لدرجةِ أنّني شاهدتُهُ اكثرَ من مرَّةٍ و انا أتأمَّلُ سحرَ كلماتِهِ و مخارجَ حروفِها و قوَّتَها على الأُذُنِ و طريقَةَ اختيارِهِ للجُملِ و الكلماتِ التي تجعلُكَ عالقاً بِها. فجَلستُ أفكِّرُ كيفَ أنَّ الطريقَةَ و الكلمات القويَّةَ يمكنُها أن تغيِّرَ عقولاً كثيرةً و أنَّني في مجالِ العَلاقاتِ العامَّةِ أوَّلُ ما احتاجُهُ في عملي هو المُحتوى الذي هو أساسُهُ كلماتي، تلكَ الكلماتُ القويَّةُ و المؤثِّرةُ.

من خلالِ كلماتِكَ يمكنُكَ ان تُحبِطَ، تِشَجِّعَ، تَدْعَمَ، ترفُضَ، تُسقِطَ، تُنجِحَ، تُغيِّرَ، تنتَقِدَ، تواجِهَ، تفرِضَ رأيَكَ، لأنَّها ليستْ فقط حروفًا منقوطَةً بل هي قوَّةٌ هائلةٌ.
هذا ما تفعلُهُ كلماتُكَ، إمّا أن تكونَ سحراً و بلسماً شافياً، أو تكونَ مُرًّا كالعلقَمِ ، لذلكَ اخترْ أثرَها المناسِبَ الذي سيَبقى في عقولِ و قلوبِ الآخرينَ.