علي عبد السّاتر | الجمعة 18 حزيران 2021
“قوم الفايكنج”إنّهم القومُ الأكثر شهرةً و خطورةً على مرّ العصور، لم يسلم أحدٌ من بأسِهم، بل إنّ معظمَ سكّانِ الأرض ذاقوا عذابَهم و عاشوا رُعبهم، إنّهم قومٌ محاربون والأكثر غزْواً في التّاريخ، وُصٖفوا بالشّيطان المميت، ولكنّ اختفاءهم فجأةً عن الوجود هو لغزٌ إلى يومنا هذا، بكلّ بساطة إنّهم الفايكنج. سنغوصُ في هذا المقال أكثرَ عن حياتهم،من هم؟ غزواتهم و الأكثر حيرة،سرّ اختفائهم. قوم الفايكنج أو رجالُ الشّمال، منشأهُم الإسكندنافية حينها أي ما يُعرف اليومَ بالنّرويج والسّويد والدّنمارك ، عاشوا في الحقبةِ الممتدّة بين القرنين الثّامن والحادي عشر، عُرفوا ببسالَتهم و شجاعتهم و تعطّشهم للدّماء و جمع الكنوز النّفيسة. كانوا في الصّيف يعملون بالتّجارة و الزّراعة وصيدٖ الأسماك، أمّا في الشّتاء فكانوا يتّبِعونَ شهوتهم المتمثّلة بالغزو و سفكٖ الدّماء بهدف توسيع مملكتهم، حتّى إن غزواتِهم لا تُعَدّ ولا تُحصى! كانوا يقدّسون عدداً من الآلهة، ولكنّ الأكثرَ رسوخاً عندهم و يؤمنون به هو أنّه مَن يموت بشكلٍ بُطوليّ سيذهب إلى الحياة الأخرى للعيش مع الآلهة في أرضٍ تسمّى “فالهالا”.عُرفوا في غزواتِهم بالوحوش و ذئابِ البحر، إذ أنّ أي أرضٍ تطَؤها أقدامهم في غزواتهم تُصبح ملكهم بعد انتصارهم على جيشها وأرضها، و يرجع هذا الإنتصار إلى عدّة أسباب منها :شجاعتُهم التّي لا توصف حتماً، وسُفُنِهم المصمّمة بحرفيَّةٍ عالية جدّاً وسيوفهم المصنوعة من الفولاذ الصّلب والنّقي و هذه المادّة الّتي لم يعرفها العالَمُ آنذاك إلاّ بعد قرون عديدة،حتّى أنّ العلماءَ إلى يومنا هذا يحاولون اكتشاف سرّ معرفةِ الفايكنج لهذه المادّة. وقد كان قائدُهم الثّالث و الأبرز “راغنر لوثبروك” القائد الأسطوري للفايكنج، حقائق هذا الملك مصدَّقة و موثَّقة من أبرز المصادر التّاريخيّة، كان محنّكاً وذكيّاً، وكان بمثابة الإله بالنّسبة لشعب الفايكنج حيثُ قادَهم إلى الإنتصار في كلّ معركةٍ و غزوٍ على بلدان وقارات منها أوروبا وأميركا، وخُلِّدَ اسمُهُ عندهم بعد موته، حيث أنهم ثأَروا له بحرقِ و إبادة البلدِ الذي قتل به. تعرّفوا في غزواتهم على الدّيانة المسيحيّةِ فاعتنقوها، واستمرّوا بالتوسّع شيئاً فشيئاً، حتّى وصل عددهم عام ١٤١٠ حوالي ١٠٠ ألف شخص، و لكنّ المريبَ في هذا الموضوع أنّه كان آخر تاريخٍ يُسجّلُ فيه وجودُ الفايكنج حتّى اختفوا فجأة، وبعد الحروب و الأمراض الفتّاكة الّتي غزت أوروبا حينها انقطع التّواصل مع قوم الفايكنج. وبعد عدّة سنوات بالبحث عنهم لم يتمّ العثورُ سوى على آثار قراهم و حيواناتهم التّي تركوها، ما جعل اختفاءهم سرّاً كبيراً، بل من أكثرِ الأسرار التي لم يتم اكتشافها إلى تاريخنا هذا!إنَّ كلَّ ما ذُكر عن شعب الفايكنج أُرِّخَ في العديد من الكتب التّاريخيّة..أما سرّ اختفائهم فلا زال مصدرَ جدلٍ واسع بين العلماء حتّى تاريخنا اليوم، والأكثر غموضاً في جميع العصور الذي دُوِّنَ فيه اختفاء قومٌ بأكمله، ولكن سيأتي الوقت الّذي تظهر فيه حقيقة اختفاء هؤلاء القوم، متى؟! ..يبقى العلم وحده عند الله..