كلٌّ منّا جميلٌ بطريقٍ ما… مقال ✍️ بقلم أريج ضيقة

كلٌّ منّا جميلٌ بطريقٍ ما… مقال ✍️ بقلم أريج ضيقة

إعلَم أنّ الجمالَ ليسَ جمالَ الشَّكلِ على الإطلاقِ، رُغمَ أنّ اللّه لم يخلُقْ شيئًا قبيحًا. 

إنّ الجمالَ نوعين :جمالٌ خارجيٌّ و داخليٌّ،من نظرَ للمظاهرِ سيحكُمُ من خلالِ الوجهِ ،أمّا من أرادَ روحًا جميلةً و قلبًا نقيًّا سينظرُ الى أعماقِ القلبِ ،سينظرُ الى روحِ الشَّخصِ .

إنّ الحبَّ يميلُ الى جمالِ الرّوحِ ،فمن أحبَّ شخصًا سيراهُ فائقَ الجمالِ كما سيكونُ في نظرهِ الأجملَ في الكونِ .لقد خُلِقَ الإنسانُ في أحسنِ تقويمٍ ،فما هو حقُّكَ لتأتي و تقولَ أنّ هذا قبيحٌ و هذا جميلٌ ،فالجمالُ ليسَ فقط شيئًا نراهُ بل هو ما تلمِسُهُ أرواحُنا بالأشخاصِ ،هو تلكَ الطّيبَةُ التي لا تُرى بالعينِ و لكنَّها تُدرَكُ بالقلبِ و التي تَمسَحُ على ندبَةِ كلِّ قلبٍ كسيرٍ و تُشعرُهُ بالأمانِ.

فإذا كانَ الجمالُ يجذبُ العيونَ فالأخلاقُ تمتَلِكُ القلوبَ ،فقد قيلَ “جمالُ الرّوحِ يُهوِّنُ عليكَ المصائِبَ و جمالُ النَّفسِ يُسَهِّلُ لكَ المطالِبَ و جمالُ العقلِ يحقِّقُ لكَ المكاسِبَ و جمالُ الشَّكلِ يسبِّبُ لكَ المتاعبَ ” المظهرُ الخارجيُّ يتغيَّرُ معَ مرورِ الزَّمنِ لكن لا يمكِنُ للوقتِ أن ينالَ من جمالِ الرّوحِ ، ففي النِّهايَةِ لن يبقى معكَ إلّا من رأى الجمالَ في روحِكَ أمّا المنبهرونَ بالمظاهِرِ فيرحَلونَ تِباعًا.لا شيئَ يدومُ لكَ في الحياةِ لا الجمالُ و لا المالُ ،بل هناكَ شيئٌ دائِمٌ للأبدِ هو الرّوحُ الجميلةُ التي تَجلبُ السَّعادَةَ للقلبِ و الطِّمأنينَةَ للرّوحِ ،و هي التي تَظهرُ لجميعِ المخلوقاتِ حتى للأعمى .

فلا بُدَّ أنّ الإتّصافَ بالرّوحِ الفاضلةِ و الجميلَةِ و المُنطَلقةِ على الحياةِ ،لأنَّ جمالَ الشَّكلِ دونَ الرّوحِ الجميلةِ كجمالِ الوردِ دونَ عُطرٍ و الشَّجرِ دونَ ثمرٍ.   هذا الجمالُ لا يحتاجُ لتجديدٍ أو تجميلٍ فهو يخترقُ السَّمعَ و القلبَ و يصلُ للأعماقِ ،فتعابيرُ الوجهِ ستذبُلُ في يومٍ ما .

قبلَ أن يُجَمِّلَ الشَّخصُ شكلَهُ الخارجيُّ عليهِ أن ينظُرَ الى داخلِهِ و يُحسِّنَ منها فالوحشُ لم يُغيِّرْ شكلَهُ ليبهِرَ الجميلَةَ بل حسَّنَ من تصرًُفاتِهِ و تعامُلِهِ معَها لذلك الجميلَةُ أحبَّتهُ رُغمَ أنَّهُ وحشٌ ، لم تتقبَّلهُ أوّلًا لكن حينَ أدركَتْ مدى جمالِهِ الدّاخليِّ أصبحَتْ تراهُ الأجملَ في العالمِ. 

      كلُّ شخصٍ جميلٍ و كلُّ شخصٍ يتميَّزُ بجمالٍ خاصٍّ، لا يوجَدُ قبيحُ الشَّكلِ، ولكن يوجَدُ قبيحُ الرّوحِ ،فما فائِدَتُكَ إن كنتَ جميلَ الوجهِ و قلبُكَ أقصى من الحجرِ و أسودٌ كاللّيلِ .

و صدِّق من قالَ : ليسَ الجمالُ بأثوابٍ تزيِّنُنا إنّ الجمالَ جمالُ العلمِ و الأدبِ.