سياسة | محمود أحمد أبو حمدان | الأربعاء 16 حزيران 2021
لَطالما استفادَ مشروعُ التّقسيمِ الوطنيّ منَ النّكَدِ السّياسيّ الحاصل بين أبرز التّكتّلات النّيابيّة المؤثّرة في البلاد ، والّذي بدا جلِيّاً في صباح هذا اليوم بعد الأخبار الّتي تناقلَتْها بعضُ المصادرِ وأبرزها للنّهار حيثُ تناقلتِ الأخيرةُ خبرَ اعتذارِ الرّئيسِ المكلّفِ سعد الحريري عن تشكيل الحكومة المنتظرة ، فيما يشكّلُ هذا الخبر من صدمةِ المجهول الّذي سيقعُ فيه لبنان الّذي أنهكَتْهُ الحسابات واخترقَتْ آمالَهُ سِهامُ الفساد والمصالحُ الشّخصيّة.
يَشهدُ لبنانُ في الآونة الأخيرةِ “حرب الرّئاسة القادمة” والّتي ستكوّن لبنان الجيل الثالث عن طريق الانتخابات النّيابيّة ومن دون أدنى شكّ لقانون انتخابي جديد معدّل وآلية معتمدة ، كلّ ذلك يجعل الأنظار تتردّد على الحكومة التي ستحمل “وزر” الانتخابات القادمة ، من ثمّ إعادة التّأثير في الحاضنة الشّعبيّة لتسجيل النّقاط السّياسيّة والماكينات الانتخابيّة ، فتتسارعُ وتيرةُ العناد والثّبات ، على مواقفَ تُعيد الآمالَ الانتخابيّة للأطرافِ المتخاصمةِ سياسيّاً.
وما يُعيدُ كُلّ هذه الحسابات إلى سكّة المُراوحة والمماطلة.
إنّ وجودَ الأزمةِالاقتصاديّةالمتراكمة وما سيكونُ للحكومةِ الجديدة من قدرةِ إصلاحٍ ونهوض تحتاجُ فيها ل”رجالات دولة” تُقوّي العزمَ الوطنيّ ، وتشدُّ ثقةَ النّاس لأملٍ جديد يحاكي الطّموحَ الّلبناني.
نقعُ اليومَ في السّيناريوهات الأخيرة ، اعتذارٌ يُودي بنا للحَجَرِ الأوّل ، مشاكلٌ ميثاقيّة واتفاقيّات مهدِّدةٌ “لانقراض” الشّعب عن بكرةِ كرامته وحياته ، تركٌ لمجهول العهد القائم ، أم إصرار يُضعف التّشكيل ، وغياب الدّعم عن تحمُّلِ المسؤوليّات للجميع ، تركٌ لرقعة الزمن في تحديد مكان الوطن الجديد ، على خارطة الأمم. فهل من يرى؟
