الألماس الأزرق هو أندر الأنواع على وجه الأرض، ففي دراسة شملت 13.8 مليون حجر من الماس وجد أنّ 0.02% منها زرقاء فقط.
وقد قدّم الباحثون المشاركون في هذه الدّراسة برهاناً قويّاً على أنّ هذه الأحجار الكريمة تتشكّل على عمق يُعادل أربعة أضعاف نظيراتها من الأنواع العديمة اللّون، أي على عمق 640 كيلومتر على الأقل تحت سطح الأرض.
من المعروف أن الألماس عبارة عن بلورات من ذرات الكربون المرتبطة ببعضها، وبحسب الباحثين فإن وجود مقدار ضئيل من عنصر البورون بوصفه شوائب في هذه البلورات يُحوِّل الماس إلى اللون الأزرق، إذ يمكن أن تحلَّ ذرة البورون بطريقة غير مثالية مكان ذرة الكربون في البِنية البلورية، ويبقى أحد إلكترونات البورون حرّاً يمتصُّ الضّوء الأحمر مُعطياً الألماس صبغةً زرقاء.
فعند نشوء الألماس داخل الصّخور الّتي تُعدُّ بمثابة حاضنة له، يمكن أن يغلّف البورون بعض المواد المحيطة به ويحتجزها في بعض الأحيان، ثمّ إنّه يحتجز الكهرمان كائنات من عصور سابقة، أي تُحيط بلّورات الكربون بمعادن أخرى لتُشكِّل ما يُعرف باسم الضّمينات.
وبهذا فإنّ دراسة الباحثين هذه الضمينات ومعرفة العناصر المكونة لها تُساهم في تحديد مصدرها وبناء صورة مكان نشوء الماس.
ويقول أحد الباحثين إنّه لا يمكن أن تُثبت هذه الدراسة مصدرَ البورون، ولكن، تُعدُّ هذه الفرضية الأفضلَ، ويُشير إلى ضرورة إجراء تحليل البورون الموجود في الماس الأزرق مباشرة، ولكن ينتج عن مثل هذا الإجراء تخريب الأحجار المدروسة والتي هي بطبيعة الحال باهظة جداً. ومن المنتظر تقديم الباحثين تصميماً تجريبياً يمكن أن يُبرِّر تدمير بعض من أغلى المعادن على وجه الأرض.
