لُبنانُ وطنٌ يتعبُ ولا ينكسِر ..

لُبنانُ وطنٌ يتعبُ ولا ينكسِر ..

بقلم زهراء عبّاس ابو زيد
تدقيق : فاطمة محمد صالح الموسوي

لُبنان، ذلِكَ البلدُ الصّغيرُ بحجمِهِ الكبيرُ بأحلامِ شعبِه، يعيشُ منذُ سنواتٍ في دوّامةٍ من الأزماتِ المُتتاليةِ:
اقتصادِيّة، سياسِيّة، واجتماعِيّة،
ورغم ما يتمتّعُ بهِ من طاقاتٍ بشريّةٍ وموقعٍ جغرافيٍّ مميّز، لا يزالُ يتخبّطُ في واقعٍ قاسٍ.فأينَ بدأَتْ تتفاقمُ هذهِ الأزمَات؟ وكيفَ تعايشَ مَعها اللُّبنانيّ؟

منذُ أواخرِ عامِ ٢٠١٩، بدأَتْ ملامحُ الإنهيارِ الإقتصاديِّ بالظّهورِ بوضُوح.
اللّيرةُ فقدتْ معظمَ قيمتِها، وارتفعَتِ الأسعارُ بشكلٍ جُنونيّ، ممّا أثّرَ بشكلٍ مباشرٍ على حياةِ المُواطنين.تراجعَتِ الخدماتُ الأساسيّةُ كالكهرباء، والتّعليم، والطّبابة، وتزايدَتْ نسبُ البَطالة، والهِجرة، كلُّ ذلِكَ وسطَ غيابٍ شبهِ كاملٍ لحلولٍ سِياسيّةٍ جَذريّة، وانقسامٍ داخليٍّ يُعرقِلُ كلَّ مُحاولةٍ للإصلاح.

ورغمَ كلِّ هذهِ الصُّعوبات، لم يفقدِ الشّعبُ اللّبنانيُّ روحَ الحَياة،
والمُقاومة. ومَازالتِ المُبادراتُ الفَرديّة والجَماعيّة تَظهرُ في مُختلفِ القِطاعات، مِن شبابٍ يعملونَ على مشاريعَ صَغيرة، إلى مُغتربينَ يَدعمونَ عائلاتِهم، إلى طلّابٍ يُصِرّونَ على التّعلّمِ رغمَ الظُّروف.
هذا الصُّمودُ يعكسُ إرادةً عَميقةً رغبةً للتَغيير، لكنّهُ بُحاجةٍ إلى قيادةٍ حقيقيّةٍ تضعُ المَصلحةَ العامّةَ فوقَ المَصالحِ الشّخصيّة.

لُبنانُ ليسَ بَلداً مَكسُورا، بل بلدٌ أنهكتْهُ الأزماتُ وسوءُ الإدارة،
لكنَّهُ لم يفقِدْ بعدُ إمكانيّاتِ النُّهوض.
التّغييرُ لا يأتي بِسهولة، لكنّه يبدأ من الوعي، من المُجتمع، من النّاس.
فهل نمتلِكُ الشّجاعةَ الكافيةَ لنكسِرَ الحواجز، ونرسمَ مستقبلاً يليقُ بوطنٍ كلُبنان ، وبِمن يعيشُ على أرضِه؟