لُبْنَانُ اَلْيَوْمَ أَمَامَ مَهْزَلَةٍ كَبِيرَةٍ , اَللُّبْنَانِيُّونَ قَلِقُونَ وَالرَّهْبَةُ تُخِيفُهُمْ مِنْ صَحْوَةٍ تَحمِلِهُمْ إِلَى مَسَارِ اِنْهِيَارِ اَلْوَضْعِ اَلِاقْتِصَادِيِّ اَلَّذِي لَا زِلْنَا نَشْهَدُهُ حَتَّى اَلْيَوْمَ مِنْ اِرْتِفَاعٍ وَانْخِفَاضٍ سِعْرِ اَلدُّولَارِ , فَالدُّولَارُ أَمْسَى اَلشُّغْلَ اَلشَّاغِلَ , وَلُعْبَةَ اَلشَّطْرَنْجِ اَلَّتِي تَلْعَبُ بِهَا فِئَاتُ اَلسُّوقِ اَلسَّوْدَاءِ اَلَّتِي شَلَّتْ اَلْوَضْعَ اَلْمَعِيشِيَّ , إِذْ تَارَةً نَرَاهُ يَتَجَاوَزُ 48 أَلْفَاً وَتَارَةً اِنْخَفَضَ إِلَى 42 أَلْفَاً. وَلَكِنَّ هَذِهِ اَلْمَهْزَلَةً إِلَى مَتَى ؟ وَمَنِ اَلْمُسْتَفِيدُ ؟ وَمَنْ يَأْكُلُ اَلْحِصْرِمَ وَمَنْ يَضْرِسُونْ ؟ وَفِي هَذَا اَلْإِطَارِ تَحَدَّثَ اَلْخَبِيرُ اَلِاقْتِصَادِيُّ اَلدُّكْتُورُ “بِلَالْ عَدْنَانْ علامة” , عَنِ اَلْعَوَامِلِ اَلَّتِي تُؤَثِّرُ فِي سِعْرِ اَلصَّرْفِ مُتَنَوِّعَةً , فَهُنَاكَ اَلْعَوَامِلُ اَلسِّيَاسِيَّةُ اَلنَّاتِجَةُ عَنْ عَدَمِ إِيجَادِ حُلُولٍ فِي تَشْكِيلِ حُكُومَةٍ وَكَذَلِكَ اَلْمُضَارَبَةُ اَلَّتِي تَقُومُ بِهَا اَلْمَافِيَاتُ اَلَّتِي تَمْتَلِكُ تَطْبِيقَاتٍ عَلَى اَلْأَجَهْزَةِ اَلْخِلِيوِيَّةِ. وَلَا سِيَّمَا أَيْضًا اَلتَّوَجُّهُ اَلْوَاضِحُ لَدَى مَصْرِفِ لُبْنَانَ لِوَقْفِ اَلدَّعْمِ اَلَّذِي اِسْتَنْزَفَ اِحْتِيَاطَاتِهِ . وَلَكِنَّ اَلْعَامِلَ اَلْمُهِمَّ وَهِوَ اِسْتِمْرَارُ عَمَلِيَّةِ تَهْرِيبِ اَلدُّولَارَاتِ إِلَى خَارِجِ لُبْنَانَ مِمَّا لَهَا قُدْرَةٌ كَبِيرَةٌ عَلَى اَلتَّأْثِيرِ فِي اَلسُّوقِ . وَهَذِهِ اَلْأَسْبَابُ تَدْفَعُ اَلصَّرَّافِينَ إِلَى اَلْمُرَاهَنَاتِ عَلَى اِرْتِفَاعِ سِعْرِ صَرْفِ اَلدُّولَارِ اَلْأَمِيرِكِيِّ مُقَابِلَ اَللِّيرَةِ اَللُّبْنَانِيَّةِ . أَنَّ هَذَا اَلِارْتِفَاعَ نَاتِجٌ مِنْ تَلَاعُبٍ بِالسُّوقِ اَلسَّوْدَاءِ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ اَلْمَافِيَاتِ . فَالسُّوقُ اَلسَّوْدَاءُ هِيَ سُوقٌ غَيْرُ شَفَّافَةٍ لَا تَخْضَعُ لِلرِّقَابَةِ مِنْ قِبَلِ اَلسُّلُطَاتِ اَلرَّسْمِيَّةِ . فَالْمُسْتَفِيدُونَ كُثُرٌ مِنْ هَذِهِ اَللِّعْبَةِ اَلْخَطِيرَةِ مَرَّةً هُبُوطًا وَمَرَّةً اِرْتِفَاعًا . فَهَذِهِ اَلسُّوقُ اَلْمَلِكُ فِيهَا مِنْ يَمْتَلِكُ اَلْدّوَلَّارَ اَلنَّقْدِيَّ . فَالْمَلِكُ يَسْتَطِيعُ اَلتَّحَكُّمُ بِالسُّوقِ , وَكِبَارُ اَلصَّيَارِفَةِ مُسْتَفِيدُونَ وَهُمْ أَدَاةُ اَلتَّنْفِيذِ . فَالتَّارِيخُ لَا يُعِيدُ نَفْسَهُ إِنَّمَا يَتَنَاغَمُ مَعَ مَاضِيهِ . اَنْهَارَتِ اَللِّيرَةُ أَمَامَ اَلدُّولَارِ اَلْأَمِيرِكِيِّ , اِنْهَارَ لُبْنَانُ وَمُوَاطِنُوهُ عَلَى اَلْهَاوِيَةِ . اَلْخَاسِرُونَ حَتْمًا هُمْ اَلْمُوَاطِنُونَ وَتَحْدِيدًا أَصْحَابُ اَلدَّخْلِ اَلْمُتَوَسِّطِ وَالْمَحْدُودِ وَالْخَاسِرُونَ أَيْضًا اَلْمودِعونَ .
