ما بين الفتنة والسّلام لسان، مقال بقلم✍️منار الهق

ما بين الفتنة والسّلام لسان، مقال بقلم✍️منار الهق

ما بينَ الفِتنةِ والسّلامِ لسانٌ يقالُ عندما يتكلَّمُ الإنسانُ تتحرَّكُ أربعةٌ وأربعينَ عضلةً ومنهمْ منْ يقولُ إنَّ هناكَ من اثنينِ وأربعينَ إلى أربعٍ وستّينَ عضلةً ، إذ تعتبرُ هذهِ الأرقامُ هائلةً لمجرّدِ حركةٍ عاديّةٍ للإنسانِ وبالنّسبةِ أيضًا لستّمئةٍ وعشرينَ عضلةً تقريباً ، ربّما لا يشعرُ الجسمُ البشريُّ بهذهِ الحركةِ إلا أنَّها تتطلَّبُ مجهودًا . . . . يحاولُ الإنسانُ دائمًا إبداءَ الرأيِ كما يحاولُ تكوينَ علاقاتٍ اجتماعيةٍ فهوَ بفطرتهِ اجتماعيٌّ ، لا بدَّ لنا في الحياةِ ، أنْ نرى منْ يصطدمُ بمشكلةٍ أوْ مصيبةٍ أوْ حتى سوءِ فهمٍ بينَ فردينِ أو أكثرَ ، عليكَ أنْ تَعلَمَ في هذهِ المواقفِ أنَّ الكلمةَ التي لا قيمةَ لها بنظركَ بمثابةِ تكوينِ مشكلةٍ جديدةٍ أوْ السّير في تهدئةِ النّفوسِ ، كما يمكنُها أنْ تُشعِلَ حربًا يتوارثُها الأبناءُ على مرِّ الأجيالِ أوْ خيرًا وسلامًا ، إبداءُ الرأيِ في لحظاتِ الخلافِ ليسَ لعبةً أوْ مهزلةً ، يجبُ فرضًا و أمرًا لا فضلاً مريدًا للخيرِ ، لا ساعيًا للفتنةِ ذو الشرِ ، إنَّ الزمانَ لا يخالفُ الأبلهَ الظالمَ بلْ تداهمهُ أفعالُهُ إمّا اليومَ أوْ غدًا ، افعلْ خيرًا تلقى الخيرَ ، افعلْ شرًا سيلاحقُكَ إلى ما بعدَ الموتِ . أمّا بالنّسبةِ للنّقاشِ والحوارِ ، يجبُ على كلا الطرفينِ إبداءُ الرأيِ وتقبُّلُهُ بصبرٍ لا بانفعالٍ ، كما أنَّ هناكَ بندًا منْ بنودِ الحوارِ يجبُ إضافتهُ ألا وهوَ ( المعرفةُ والعلومُ ) ، عزيزي القارئ إذا كنت تناقشُ موضوعًا اجتماعيًّا أوْ علميًّا ، عليكَ أنْ تكونَ على بيّنةٍ بكلِ المعلوماتِ المحيطةِ بالموضوعِ ، لا تتحاورْ بموضوعٍ أنتَ لا تفقههُ ، أمّا إذا كانَ الطرفُ المقابلُ لا يحملُ أدلّةً أوْ معلوماتٍ ، التزمِ الصمتَ لأنَ هذا الحوارَ فاشلٌ، لا تُجهدْ ذاتكَ في مناقشةِ أحمقٍ . إذاً عزيزي القارئ في كلِّ محطاتِ الحياةِ ، اعلمْ بأنَّ كلَّ كلمةٍ ، كلَّ رأيٍ ، كانَ خيرًا أوْ شرًا أوْ ناتجًا عنْ حماقةٍ ، ستُردُ إليكَ ، اصنعِ السّلامَ لا الفتنةَ وتكلّمْ عندَ اللّزومِ كلامًا مفيدًا لا لقلقةَ لسانٍ ، إذاً برأيكَ هلِ الكلمةُ تتطلَّبُ الوعيَ ؟