مَع كلِّ خفقَةِ قَلب تولدُ نبضةُ أمَل

مَع كلِّ خفقَةِ قَلب تولدُ نبضةُ أمَل

بقلم:ريان إبراهيم نجم
تدقيق: هادي محمود نصّار

فِي زمنٍ تَتسارعُ فِيهِ الضُّغوطَات، وتُثقلُ فِيهِ التّحدّياتُ علَى الأفرَاد، يبقَى الأملُ الحجرَ الأسَاس فِي بناءِ الإنسَان. فكَما يخفقُ القلبُ ليمنحَ الجسدَ الحيَاة، يولدُ الأملُ ليمنحَ الرّوحَ قدرةَ النُّهوض. فهَل يعدُّ الأملُ مجرّدَ شعورٍ مؤقَّت؟ أمْ يمكنُ أن يتحوّلَ إلى ثقافةٍ تمكّنُ الإنسانَ مِن مواجهةِ التّحدِّيات؟

الأملُ ليسَ مجرّدَ شعورٍ عابرٍ وحسْب، بلْ هوَ حالةٌ نفسيّةٌ تبنَى علَى الإيمانِ بإمكانيّةِ التَّغيير، وعلَى ثقةٍ بأنَّ الغَد، يحملُ فِي طيّاتِهِ فرصاً جديدةً مهمَا بَدا الحاضرُ مظلِما .

وفِي ظلِّ الأزماتِ الإقتصاديَّة ،والصّراعاتِ السّياسيّةِ والتّحدّياتِ الصّحيّةِ الّتي تواجهُهَا العديدُ مِن البُلدان، يبرزُ الأملُ كقيمةٍ استراتيجيّةٍ ضروريَّة، تدفعُ المجتمعاتِ نحوَ الاستقرارِ والتّقدُّم. إنَّ تعزيزَ الأمُل، خصوصاً لدَى فئةِ الشّباب، يعدُّ استثماراً طويلَ الأمدِ ينعكسُ إيجاباً فِي ازدهارِ المُجتمعَات. فعندَمَا يشعرُ الإنسانُ بأنَّ جهودهُ مُجديةٌ وصوتُهُ مسمُوع ، يصبحُ فرداً فاعلاً حقيقيّاً لا متلقِّيا.

فِي المقابِل، تقعُ علَى عاتقِ المؤسّساتِ الإعلاميّةِ والتّعليميّةِ والثّقافيّة، مسؤوليّةٌ كبيرةٌ فِي ترسيخِ هذهِ القيمَة، وذلكَ مِن خلالِ تسليطِ الضّوءِ علَى النّجاحاتِ المُثمرَة ، المبادراتِ الفاعلةِ والقراراتِ الّتي تجاوزتِ التّحدّياتِ رغمَ صعوبتِهَا .

إنَّ أكثرَ مَا نحتاجُهُ اليَوم، فِي عالمٍ تشتدُّ فِيهِ الأزمَات، هوَ أنْ نعيدَ الاعتبارَ للأمَل، لا كشعارٍ يُرفَع، بلْ كثقافةٍ تُمارسُ يومِيّا ، تؤكّدُ مَع كلِّ صباحٍ جديدٍ بأنَّ الأملَ مغروسٌ فِي ذواتنَا، ينبعُ مِن إيمانِنَا بأنَّ لكلِّ تحدٍّ نهايَة ، و بعدَ كلِّ عثرةٍ نهُوضا، وبعدَ الظّلمةِ نُور .إنّهُ القوّةُ الصّامتةُ الّتي تدفعُنا للاستِمرارِ رُغمَ الإحبَاط ، وتمنحُنَا القدرةَ علَى اكتشافِ الفرصِ وسطَ التَّحدّيَات .

فِي الختَام، يتّضحُ أنَّ الأمَل، هوَ الرّكيزةُ الأساسيَّةُ لبناءِ المُجتمعَات، ولتعزيزِ قدرةِ الأفرادِ علَى تحمُّلِ الصّعَاب. فكيفَ يمكنُنا تعزيزُ الأملِ بشكلٍ فعّالٍ لبناءِ مُستقبلٍ يتّسمُ بالاستدامَةِ والتَّقدُّم؟